"من بعدي"؛ أي: من خلفي؛ يعني: أني أَعلمُ ما تفعلون خلفَ ظهري من نقصان الركوع والسجود.
* * *
٦١٤/ م - وقال البراء: كانَ ركوعُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَسجودُهُ وجلوسُه بين السجدَتَيْن، وإذا رَفَعَ من الركوعِ ما خَلَا القيامَ والقُعُودَ قريبًا من السَّواءِ.
قوله:"ما خلا"؛ أي: ما عدا؛ يعني: كان قيامُه وقعودُه للتشهُّد طويلَين، وباقي أركان الصلاة متماثلًا لم يكن طويلًا.
قوله:"قريبًا من السواء"؛ أي: قريبًا من التماثُل؛ أي: يُشبه بعضُها بعضًا.
* * *
٦١٥ - وقال أنس: كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قالَ:"سَمِعَ الله لِمَنْ حمدَهُ" قام حتى نقول: قد أَوْهَمَ, ثم يسجدُ ويقعدُ بينَ السجدتينِ حتى نقولَ: قد أوهمَ.
قوله:"حتى نقول": بالرفع، وكذلك حيث دخل (حتى) على لفظ مضارع بمعنى الماضي لا ينصبه (حتى).
"قد أوهم": إذا ترك آية من القرآن.
و (أَوهَمَ): إذا أَوقَعَ أحدًا في الغلط، فعلى معنى الترك يكون معناه: وقف حتى قلنا: إنه ترك ذلك الركوعَ والاعتدالَ وعاد إلى القيام من غاية طول قيامه، وعلى معنى الإيقاع في الغلط يكون لفظ (أُوهِم) بضم الهمزة وكسر الهاء؛ أي أُوقع في الغلط ووقفَ من السهو.