حطبٌ كثيرٌ وآمرَ مؤذِّنًا بأن يؤذِّن، وإمامًا بأن يؤمَّ الناسَ، ثم أنظر؛ فمَن لم يحضر الجماعةَ من غير عذر أُحرِّق بيتَه، وهذا يحتمل أن يكون في حقِّ المنافقين الذين كانوا في عهد رسول الله عليه السلام، ويحتمل أن يكون عامًا في حق جميع الناس، وإنما ذكره عليه السلام بهذه العبارة للتأكيد؛ كي لا يترك الجماعةَ أحدٌ بغير عذرٍ لكثرة ثوابها، لأنها شعارُ الإسلام.
قوله:"لو يعلم أحدُهم أنه يجد عَرْقًا سمينًا"، (العَرْق) بفتح العين وسكون الراء: العظم الذي لا لحمَ عليه.
"المرْمَاة" بكسر الميم وفتحها: السهم الذي يُرمَى به في السبق.
وقيل: المرماة: ما بين ظلفَي الشاة من اللحم؛ يعني: لو يعلم أحدُهم أنه إذا حضرَ صلاةَ العشاء يجد شيئًا من هذَين الشيئَين مع حقارته لأَتاها، مع أن حضورَ العشاء شديدٌ، ولم يأتِها ولا غيرَها من الصلاة ليجدَ نعيمَ الآخرة.
* * *
٧٥٦ - وقالَ أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَتَى النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلٌ أعْمَى فقالَ: يا رسول الله!، إنَّهُ لَيْسَ لي قائِدٌ يَقُودُنِي إلى المَسْجدِ، فسَأَلَ أَنْ يُرَخِّصَ لَهُ فَيُصَلِّيَ في بَيْتِهِ، فَرَخَّصَ لَهُ، فَلَمَّا وَلَّى دَعاهُ فقالَ:"هَلْ تَسْمَعُ النِّداءَ بالصَّلاةِ؟ "، قالَ: نعم، قالَ:"فَأَجِبْ".
قوله:"أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ أعمى": هذا الرجل هو ابن أمِّ مكتوم.
قوله:"فاجِبْ"؛ أي: فَأْتِ إلى الجماعة.
وقال أبو ثور: حضورُ الجماعة واجبٌ؛ بدليل هذا الحديث.
وقال بعض أصحاب الشافعي: هو فرضٌ على الكفاية، والأكثرون