والمفهوم من هذا الحديث أن السنةَ المذكورةَ في الحديثِ الأولِ هي مع الرَّكعتين الراتبتين لا دونهما.
* * *
٨٤٣ - وقالت عائشة رضي الله عنها: ما صلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - العِشاءَ قَطُّ فدخلَ عليَّ إلا صلَّى أربعَ ركَعاتٍ أو ستَّ ركَعاتٍ.
قولها:"إلا صَلَّى أربع ركعات، أو ست ركعات"، السنةُ الراتبةُ بعدَ العشاء ركعتان، وما زاد عليهما غيرُ راتبة، وهذه الأربعُ أو السِّتُّ هي مع الركعتين الراتبتين وهذه الركعاتُ غيرُ الوِتْرِ، ومعنى السنةِ الراتبةِ ما داومَ عليها رسولُ الله عليه السلام، هي مأخوذةٌ من الرُّتُوب؛ وهو الثبوتُ والدَّوَام.
* * *
٨٤٤ - عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:" {وَإِدْبَارَ النُّجُومِ} الركعتينِ قبلَ الفجرِ، و {وَأَدْبَارَ السُّجُودِ} الركعتين بعدَ المغربِ".
قوله:" {وَإِدْبَارَ النُّجُومِ} الركعتين ... " إلى آخره، (الإدْبارُ) والدُّبور: الذهاب، و (إدبار النجوم) يعني: عقيبَ ذهابِ نجومِ الليل، وهو سنةُ الصبح؛ لأن وقتَ سنةِ الصبحِ ذهابُ النجومِ وغروبُها، والسجود في قوله:"وأدبار السجود" فريضةُ المغرب، والمراد بـ "أدبار السجود" سنةُ المَغْرِب.