للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ما زالَ نائمًا حتى أَصْبَحَ - ما قامَ إلى الصلاة - فقال: "بالَ الشيطانُ في أُذُنِهِ".

قوله: "بال الشيطان في أذنه"؛ يعني: جعلَه خبيثًا لا يقبَلُ الخيرَ، وجعله مسخَّرًا ومطيعًا له يقبَلُ ما يأمرُه الشيطانُ من تَرْكِ الصلاةِ وغيرِها، ولا يجيبُ المؤذِّنَ إذا دعاه إلى الصلاة، وإنما خصَّ الأُذُنَ بذكر البولِ فيه؛ لأن الأذنَ محلُّ سماعِ صوتِ المؤذِّن، فإذا لم يُجِبِ المؤذِّنَ فكأنَّ سمْعَه مُصَمَّمٌ ببولِ الشيطان وخَيالاتِه الباطلةِ ووسواسِه المُضلَّة.

* * *

٨٧٢ - وقالت أم سَلَمَةَ: استيقظَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ليلةً فَزِعًا يقول: "سبحانَ الله!، ماذا أُنزِل الليلةَ مِن الخزائنِ، وماذا أُنزِل من الفِتَن؟، مَنْ يُوقِظُ صواحِبَ الحُجُراتِ - يريد أزواجَهُ - لكي يُصلِّين؟، رُبَّ كاسيةٍ في الدنيا عاريةٌ في الآخرة".

قوله: "ماذا أنزل الليلة من الخزائن ... " إلى آخره، (ماذا): استفهامٌ بمعنى التعظيم والتعجُّب، أرادَ بـ (الخزائن): الرحمةَ، وبـ (الفِتَن): العذابَ؛ يعني: كمْ رَحْمةٍ نَزَلَتِ الليلةَ، وكم عذابٍ نَزَلَ، "من يوقظُ": للاستفهام يعني هل أحدٌ يُنبه أزواجي من النوم حتى يُصَلِّين ليجدْنَ الرحمةَ ويَفْرِرْنَ من العذاب.

قوله: "رُبَّ كاسيةٍ في الدنيا عارِيَة في الآخرة"؛ يعني: ربما امرأةٌ لها عيشٌ طَيبٌ ولباسٌ جميلٌ وعِزٌّ ومالٌ في الدنيا، وهي تكونُ في القيامةِ ذاتَ حَسْرةٍ وندامةٍ وعذابٍ شديدٍ، وتكون عارَيةً من اللباس لكونِها غيرَ صالحةٍ في الدنيا؛ يعني: نعيمُ الدنيا لا ينفعُ الشَّخْصَ في الآخرة، بل لا ينفعُه إلا العملُ الصالحُ.

(رُبَّ كاسية)، ليس المرادُ منها النساءَ فقط، بل هذا الحكمُ عامٌّ في

<<  <  ج: ص:  >  >>