سَلامٍ: قد علمتُ أيَّةَ ساعةٍ هي، هي آخرُ ساعةٍ في يومِ الجمعةِ، قال أبو هريرةَ: كيفَ تكونُ آخرَ ساعةٍ في يومِ الجمعةِ وقد قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يُصادِفُها عبدٌ مسلمٌ وهو يصلي، وتلكَ ساعةٌ لا يُصلَّى فيها؟ "، فقال عبدُ الله ابن سلام: ألم يَقُلْ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن جَلَسَ مجلِسًا ينتظرُ الصلاةَ فهو في الصلاةِ"؟، قال أبو هريرةَ - رضي الله عنه -: بلى، قال: فهو ذاك.
قوله:"وفيه أُهْبطَ"؛ أي: أُسْقِطَ وأُخْرِجَ من الجنة إلى الأرض.
"تيب عليه"؛ أي: قُبلَتْ توبتُه.
"مُسِيخَةٌ"، بالسين؛ أي: مستمعةٌ منتظِرةٌ لقيام الساعةِ من بينِ الصبحِ إلى طلوعِ الشمس؛ لأن القيامةَ تَظْهَرُ يومَ الجمعة بين الصبح وطلوعِ الشمس.
يعني: ألهمَ الله جميعَ الدوابِّ أنَّ يومَ القيامةِ يقومُ يومَ الجمعةِ بينَ الصبحِ وطلوعِ الشمسِ، ينتظرونها كلَّ جمعةٍ، وأخفاها عن الجِنِّ والإنس؛ لأنهم مأمورون بالإيمان بالغَيْبِ، ولو عَلِمُوا متى تكونُ القيامةُ لم يكنْ إيمانُهم بالغيب، ولأنهم لو علموا متى تكون القيامةُ تَنغَّصَ عليهم عيشُهم، ولم يُحَصِّلُوا من القوتِ ما يعيشون به.
"شَفَقًا"؛ أي: خوفًا من القيامة.
قوله:"لا يُصَادِفُها"؛ أي: لا يوافِقُها.
"فحَدَّثْتُه"؛ أي: فقلتُ له: إنَّ رسول الله - عليه السلام - قال:"إنَّ في يوم الجمعة لساعةً يُستجابُ فيها الدعاءُ"، قال عبد الله بن سَلَام: عرفتُ تلك الساعةَ.
* * *
٩٦٠ - قال أنس: عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "التمِسُوا الساعةَ التي تُرجى في يومِ