للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وإنه يأتي يوم القيامة كما كان في الدنيا من غير أن ينقصَ منه شيء، ويُعْطَى الرجلُ بكل عضوٍ منه ثوابًا، ويكونُ مركَبَهُ على الصراط.

وكل زمان يختص بعبادة، وهذا الزمان - أعني: يوم النحر - مختص بعبادةٍ فَعَلَهَا إبراهيمُ خليل الله - عليه السلام -، وهي تضحية القُرْبَان والتكبير.

ولو كان شيءٌ أفضلَ من ذبح الغنم في فداء الإنسان لم يجعل الله تعالى الذَّبْحَ المذكور في قوله تعالى: {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} [الصافات: ١٠٧] فداءً لإسماعيل - عليه السلام -.

قوله: "وإنَّ الدَّمَ يقع ... " إلى آخره؛ يعني: يقبلُهُ الله تعالى عند قَصدِ الرجلِ ذبحَه قبلَ أن يقعَ دمُه على الأرض، كما قال الله تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ} [التوبة: ١٠٤].

قوله: "فَطِيْبُوا بها أنفسًا"؛ يعني: إذا علمتم أن الله تعالى يقبله ويجزيكم بها ثوابًا كثيرًا، فلتكنْ أنفسُكم بها طيبة من غير كراهية.

* * *

١٠٤٣ - ويروى أنه قال: "ما من أيامٍ أحبُّ إلى الله أنْ يُتعبَّدَ له فيها مِن عشرِ ذي الحِجَّةِ، يَعدلُ صيامُ كلِّ يومٍ منها بصيامِ سنةٍ، وقيامُ كلِّ ليلةٍ منها بقيامِ ليلةِ القدرِ"، ضعيف.

قوله: "يعدل"، أي: يَسوى صيام كل يوم منها؛ أي: من أول ذي الحجة إلى يوم عرفة، وقد صحُّ الحديث في أنَّ صومَ يوم عرفة كفارةُ سنتين.

قوله: "بصيام سنة"، أي: سَنةً غيرَ عشر ذي الحجة.

روى هذا الحديث: أبو هريرة.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>