للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شيئًا في مَقامِك هذا، ثم رأيناكَ تَكَعْكَعْتَ؟، قال: "إنَّي رأيتُ الجنةَ، فَتَناولْتُ منها عُنقودًا، ولو أخذتُه لأَكلتُم منه ما بقيَتْ الدنيا، ورأيتُ النارَ، فلمْ أرَ كاليومِ مَنظرًا أفظَعَ قَطُّ منها، ورأيتُ أكثرَ أهلِها النِّساءَ"، فقالوا: لِمَ يا رسولَ الله؟، قال: "بكفرِهنَّ"، قيل: يَكْفُرْنَ بالله؟، قال: "يكفُرْنَ العَشيرَ، ويكفُرنَ الإحسانَ، لو أَحسنتَ إلى إحداهُنَّ الدهرَ كلَّهُ، ثم رأتْ منكَ شيئًا قالت: ما رأَيتُ منكَ خيرًا قطُّ".

قوله: "ثم قَام": أي: قام إلى الركعة الثانية.

"فَقَام": أي: فوقف قيامًا طويلًا، وهو دون القيام الأول؛ أي: وهو أقل وأقصر من القيام الثاني من الركعة الأولى، وكذلك حيث قال: (دون القيام الأول)، أو (دون الركوع الأول)، أراد: دون القيام الذي قبله، ودون الركوع الذي قبله.

يعني: كلُّ قيامٍ تقدَّمَ فهو أطولُ مما بعدَه، وكذلك الركوع.

(تجلَّى): إذا أضاء، و"تجلَّت" أصله: تجليت، قلبت الياء ألفًا، وحذفت الألف لسكونها وسكون التاء؛ لأن التاء كانت ساكنة وحركت هنا لسكونها، وسكون ما بعدها.

"آيتان من آيات الله تعالى"؛ يعني: علامتان من علامات القيامة؛ فإذا رأيتموها؛ فخافوا الله وصلوا.

وقيل: معنى (آيتان من آيات الله تعالى): أن خسوفَهما علامةُ كونهما مُسَخَّرَيْن ومقهورَيْن كسائر المخلوقات، فإذا كانا عاجِزَيْنِ، كيف يجوزُ أن يتخذهما بعضُ الناس معبودَيْنِ؟!

"لا يُخسفان لموتِ أحدٍ ولا لحياته" إنما قال - عليه السلام - هذا تكذيبًا لجماعة يزعمون: أن كسوفهما يُوجب حدوث تغيُّرٍ في العالم من موتِ أحد، أو

<<  <  ج: ص:  >  >>