وهذا إشارة إلى أن الرجل ينبغي أن يتبرك بقول العلماء وأهل الدين، وأن يعظم أقوالهم، وأن يصدق ما أخبروا به، وأن تطيب نفسه بالمرض والحزن وغير ذلك من المكاره لما به من الثواب.
* * *
١٠٩٠ - وقالت عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا اشتكى منَّا إنسانٌ مَسَحه بيمينه، ثم قال:"أَذْهِبِ البأْسَ ربَّ الناسِ، اشفِ أنت الشَّافي، لا شفاءَ إلا شِفاؤك، شفاءً لا يُغادِر سَقَمًا".
قوله:"إذا اشتكى منا إنسانٌ مَسَحَهُ بيمينه"، (اشتكى) بمعنى: أنَّ يَئِنُ أَنينًا؛ يعني: إذا أَنَّ واحدٌ من مرضٍ وضعَ يده اليمنى على جبهته، أو على يده، أو موضع آخر، وقرأ به هذا الدعاء.
"لا يُغادر"؛ أي: لا يترك.
"سَقَمًا"؛ أي: مرضًا.
* * *
١٠٩١ - وقالت عائشة رضي الله عنها: كان إذا اشتكى الإنسانُ الشيءَ منه، أو كانتْ به قَرْحَةٌ، أو جَرْحٌ؛ قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بإصبعه:"باسمِ الله، تُرْبَةُ أرضنا بِرِيقَةِ بعضنا ليُشْفَى سَقِيمُنَا بإذن ربنا".
قولها:"إذا اشتكى الإنسانُ الشيءَ منه، أو كانت به قَرْحَة أو جُرْح"، (الشيءَ) مفعول (اشتكى)؛ أي: إذا اشتكى مرضًا أو ألم بعض أعضائه.
القَرحة والجُرح واحد، ولعل المراد بـ (القَرحة) هنا: ما يخرج على الأعضاء مثل الدُّمَّل، وبـ (الجُرح): ما أصابه من جراحة بالسيف وغيره.