للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"نفثَ على نَفْسِهِ بالمعوِّذات"؛ أي: قرأ على نفسه: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ونفث الريح على نفسه.

حقُّه أن تقول: بالمعوذتين؛ لأنهما سورتان، ولكن تَلَفَّظَتْ بلفظ الجمع؛ إما لأنها أَجْرَت التثنية مجرى الجمع، أو لأنها تعني بالمعوذات: هاتان السورتان وكل آية تشبههما، مثل: {إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ} [هود: ٥٦]، {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ} [القلم: ٥١]، وما أشبه ذلك.

قولها: "ومسح عنه بيده"؛ أي: مسح عن ذلك النَّفْث بيده أعضاءَه.

وهذا الحديث يدل على أن الرُّقية بكلام الله وبالأدعية سُنَّة، وكذلك النَّفْث عند الرقية سنة.

* * *

١٠٩٣ - وعن عُثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه -: أنه شكى إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وجعًا يجدُه في جسدِه، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ضع يدَك على الذي يُؤلم من جسَدِك، وقل: باسم الله ثلاثًا، وقل سبع مرات: أَعوذ بعزة الله وقُدرته من شرِّ ما أَجِدُ وأحاذِر"، قال: ففعلتُ، فَأذْهَبَ الله ما كان بي.

قوله: "يَأْلَمُ من جسدك"، (يألم)؛ أي: يوجع.

"ما أَجِدُ" من الوجَع، "وأُحَاذِرُ"؛ أي: وأحترز.

* * *

١٠٩٤ - وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أن جبريلَ أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد، أَشْتكَيْتَ؟، قال: "نعم"، قال: بسم الله أَرقيكَ، من كل شيءٍ يُؤذيك، من شر كل نفسٍ أو عينِ حاسدٍ، الله يَشفيك، بسم الله أَرقيك.

<<  <  ج: ص:  >  >>