جنون وغيره؛ يعني: ومن عينٍ حاسدةٍ يحصل منها ضرر بالإنسان.
* * *
١٠٩٦ - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن يُرِدْ الله به خيرًا يُصِبْ منه".
قوله:"يُصِبْ": مجزوم؛ لأنه جواب الشرط، و (من) في "مِنْهُ" للتعدية، ومعناه: إلى.
ويقال: أصاب زيدٌ من عمرو؛ أي: وصل إليه منه مصيبة وأذى؛ يعني: مَنْ يُرِدِ الله به خيرًا أَوْصَلَ إليه مصيبة؛ ليطهره من الذنوب، وليرفع درجته بتلك المصيبة، و (المصيبة): اسم لكل مكروهٍ يُصيب أحدًا.
* * *
١٠٩٧ - وقال:"ما يُصيبُ المسلمَ من نَصَبٍ ولا وَصَبٍ، ولا همًّ ولا حَزَنٍ، ولا أَذَى ولا غَمٍّ، حتى الشوكةُ يُشاكُها إلا كَفَّر الله بها مِن خطاياه".
قوله:"مِنْ وَصَبٍ ولا نَصَبٍ، ولا همِّ ولا حزنٍ، ولا أذى ولا غم"، (الوَصَبُ): المرض الطويل، و (النَّصَبُ): الأَلم الذي يصيب الأعضاء من جراحة وغيرها، (الهمُّ والحزن والغم): ما يصيبُ القلب من الأَلَم بفوت مال أو موت ولد وغير ذلك، إلا أن الغمَّ أشدُّ، وهو الحزن الذي يُغم الرجل؛ أي: يسترُهُ بحيث يقرب أن يغمى عليه.
و (الهمُّ): الحزن الذي يهُمُّ الرجل؛ أي: يُذيبُهُ، و (الحزن) أسهل منهما، وهو الذي يظهر منه في القلب خشونة وضيق، وهو من قولهم: مكان حَزْنٌ؛ أي: خشن.
قوله:"حتى الشوكة يُشاكها" يجوز برفع (الشوكة) على أنها مبتدأ،