اشتكى منكم شيئًا أو اشتكاه أخٌ له فليقلْ: ربنا الله الذي في السماء تقدَّسَ اسمك، أَمرُك في السماء والأرضِ، كما رَحَمْتُكَ في السماء، فاجعل رحمتَك في الأرض، اغفرْ لنا حُوْبنا وخطايانا، أنت ربُّ الطَّيبينَ، أنْزِلْ رحمةً من رحمتِكَ وشِفاءًا من شِفائك على هذا الوجَعِ، فيبرأَ".
قوله: "أو اشتكاه أخٌ له"، الضمير في (اشتكاه) يرجع إلى (شيئًا) الذي تقدم ذكره.
"ربنا" مبتدأ، و"الله" خبره، و"الذي" مع صلته: صفته.
قوله: "في السماء": هذا إشارة إلى علوِّ الشأن والرفعة لا إلى المكان؛ لأنه تعالى متنزه عن المكان.
"تقدس اسمك"؛ أي: تَطَهَّرَ اسمك عما لا يليق بك.
"الحُوب": الذنب.
قوله: "أنت ربُّ الطَّيبيْنَ"؛ أي: أنت ربُّ الذين اجتنبوا عن الأفعال والأقوال القبيحة كالشرك والفسق، وهذا إضافة التشريف؛ أي: أنت مُحبُّ الطَّيبين.
* * *
١١١٦ - عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا جاء الرجلُ يعودُ مريضًا فليقلْ: اللهم اشفِ عبدَك يَنْكَأُ لكَ عَدُوًّا أو يمشي لك إلى جَنازةٍ".
قوله: "يَنْكَأ لك عدوًا"، نَكَأَ يَنْكَأُ: إذا جَرَحَ، (ينكأ) مجزوم؛ لأنه جواب الأمر، ويجوز أن يكون مرفوعًا تقديره: اللهم اشف عبدك، (فإنه ينكأُ عدوك)؛ أي: يغزو في سبيلك.