١١٢١ - وعن سعد - رضي الله عنه - قال: سئلَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ الناسِ أشدُّ بلاءً؟، قال:"الأنبياءُ، ثم الأمثلُ فالأمثلُ، يُبْتَلَى الرجلُ على حَسَبِ دينِهِ، فإنْ كانَ في دينِه صُلبًا اشتدَّ بلاؤه، وإنْ كانَ في دينِه رِقَّةٌ هُوِّنَ عليه، فما زال كذلك حتى يمشيَ على الأرضِ ما لَهُ ذنبٌ"، صحيح.
قوله:"ثم الأمْثَلُ فالأَمْثَلُ"؛ (الأمثل): الأصلح؛ يعني: مَنْ هو أقرب إلى الله تعالى يكون بلاؤه أشد؛ ليكون ثوابه أكثر، فأقرب الناس إلى الله الأنبياء، ثم الأولياء، ثم من أصلح واتقى.
"صلبًا"؛ أي: شديدًا.
"الرِّقة": الضَّعف.
"هُوِّن" بضم الهاء وكسر الواو؛ أي: سُهِّلَ وقُلِّلَ عليه البلاء؛ ليكون ثوابه أقل.
قوله:"فما زالَ كذلك"؛ يعني: أبدًا يصيب الصالحَ البلاءُ، ويغفر ذنبه بسبب البلاء، حتى يصيرَ بِلَا ذنب.
* * *
١١٢٢ - وقالت عائشة رضي الله عنها: ما أَغْبطُ أحدًا بِهَوْنِ الموتِ بعدَ الذي رأيتُ من شِدَّةِ موتِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -.
قولها:"ما أَغْبطُ أحدًا بِهَوْنِ موت ... " إلى آخره.
الهمزة في (ما أغبط) للمتكلم؛ أي: ما أفرحُ بسهولة موت أحد، وما أتمنى سهولة الموت، بل أتمنى شدة الموت، كما كان لرسول الله - عليه السلام -؛ ليكثر ثوابي.