للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١١٣٥ - وقال: "لا يتمنَّيَنَّ أحدكم الموتَ من ضُرٍّ أَصابَه، فإنْ كان لا بُدَّ فاعلًا فليقلْ: اللهمَّ أحيني ما كانت الحياةُ خيرًا لي، وتَوَفَّني إذا كانت الوفاةُ خيرًا لي".

قوله: "فإن كان لا بُدَّ فاعلًا"؛ يعني: إن كان لا بدَّ يريد أن يتمنى الموت.

* * *

١١٣٦ - وقال: "مَنْ أحبَّ لِقاءَ الله أحبَّ الله لقاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لقاءَ الله كرِهَ الله لقاءَهُ، والموتُ قبلَ لقاءَ الله، فقالتْ عائشةُ رضي الله عنها: إنا لنَكْرَه الموتَ؟، قال: "ليس ذلكِ!، ولكنَّ المُؤمنَ إذا حضَرهُ الموتُ بُشِّرَ برِضوانِ الله وكَرامَتِهِ، فليسَ شيءٌ أحبَّ إليه مما أَمامَه، فأحبَّ لقاءَ الله وأحبَّ الله لقاءَهُ، وإن الكافر إذا حُضره بُشِّرَ بعذابِ الله وعقوبتِه، فليس شيءٌ أكْرَهَ إليه مما أمامَه، فكرِهَ لقاءَ الله وكرِهَ الله لقاءَهُ".

قوله: "لقاءَ الله أي: الوصول إلى الله تعالى؛ يعني: الانتقال من الدنيا إلى الآخرة.

"أحبَّ الله لقاءه أي: وصوله إليه تعالى.

وشرح هذا: ما قاله رسول الله - عليه السلام - في جواب عائشة كما يأتي.

"والموتُ قبلَ لقاءِ الله تعالى"؛ يعني: لا يمكن رؤية الله تعالى قبل الموت، بل بعده، ومَنْ قال: إني رأيت الله بالعين الباصرة قبل الموت غير نبينا محمد - عليه السلام - فقد كذب؛ لأنه ليس لأحدٍ لم يكن نبيًا أن يكون، أعزَّ على الله تعالى من نبي.

وموسى بن عمران - مع عِظَمِ شأنه - طلبَ من الله الكريم أن يراه فأجابه

<<  <  ج: ص:  >  >>