عَقِبه في الغابرين، واغفرْ لنا وله يا ربَّ العالمَين، وافسَحْ له في قبرِه ونوِّرْ له فيه".
قولها: "وقد شَقَّ بصرُه" بفتح الشين، ورفع الراء على أنه فِعْلٌ معروف: إذا بقيَ بصرُه مفتوحًا.
"إن الروح إذا قُبضَ تبعَهُ البصرُ"؛ يعني: إذا قبضَتِ الملائكةُ الروحَ نَظَرَ إليها البصرُ من الاشتياق، فإذا ذهبت الروح بقيَ البصر منفتحًا، وفي انفتاح عين الميت قُبْحٌ، فلهذا أغمضه رسول الله - عليه السلام -: أي: وضع أحد الجفنين بالآخر.
قولها: "فضجَّ ناسٌ من أهله"؛ أي: رفع أقارب الميت أصواتهم بالبكاء.
قوله - عليه السلام -: "لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير"؛ يعني: لا تقولوا شرًا، ولا تقولوا: الويل لي، وواويلي، وما أشبه ذلك، بل اذكروا الله تعالى، واستغفروا للميت.
قوله: "وارفع درجته في المهديين"؛ أي: اجعله في زمرة الذين هديتهم إلى الإسلام، وارفع درجته من بينهم.
"وأخلفه": هذا أمر مخاطب، من خَلَفَ يَخْلُفُ خِلافَةً: إذا قام أحدٌ مقام آخر في رعاية أمره، وحفظ مصالحه.
"في عَقِبهِ"؛ أي: في أولاده الغابرين؛ أي: في الباقين، وفي الأحياء، (غَبَرَ): إذا مضى، وبقي، والمراد هنا: بقي، يعني: كن خليفة في أولاده الباقية؛ يعني: أنت احفظ أمورهم ومصالحهم، ولا تكلهم إلى كلاءة غيرك.
* * *
١١٥١ - وقالت عائشة رضي الله عنها: إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - حينَ تُوفي