١٢١٥ - وقال جابرٌ - رضي الله عنه -: نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أن تُجَصَّص القبورُ، وأن يُكْتَب عليها، وأن تُوطَأ يعني بالقدم.
قوله:"وأن يكتب عليها"؛ يعني: مكروهٌ أن يكتب اسم الله واسمُ رسوله والقرآنُ على القبور؛ لأنه ربما يبولُ عليه الكلب وغيره من الدواب، وربما يضع عليه أحد رجليه، وتُلقي الريح التراب عليه، وكذلك يكره أن يُكتب اسم الله تعالى على جدار المساجد وغيرها، وكذلك القرآن.
* * *
١٢١٧ - وعن المُطَّلِبِ أنه قال: لمَّا ماتَ عثمانُ بن مَظْعون - رضي الله عنه - فدُفِنَ؛ أمَرَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - رجلًا أن يأتِيَهُ بحجرٍ، فلم نستطع حملَها، فقامَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وحَسَرَ عن ذراعيهِ وحملَها، فوضَعها عندَ رأسِه وقال:"أُعَلِّم بها قبرَ أخي، وأَدْفِنُ إليه مَن ماتَ مِن أهلي".
قوله:"وحسر عن ذراعيه"؛ أي: أبعد كُمَّهُ عن ساعده ولفَّ كمَّه، كما هو عادةُ مَن يعمل عملًا.
"أعلِّم بها قبر أخي"؛ يعني: أجعلُ هذه الصخرة علامةً لقبر عثمان بن مظعون، وعُلم من هذا الحديث: أنَّ جَعْلَ العلامة على القبر ليعرفه الناس سنَّةٌ، وكذلك دفنُ الأقارب بعضهم قريب من بعض.
* * *
١٢١٨ - وقال القاسمُ بن محمدٍ: دخلتُ على عائشةَ رضي الله عنها فقلت: يا أُمَّاهُ!، اكشفي لي عن قبرِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فكَشَفَتْ لي عن ثلاثةِ قُبورٍ لا مُشْرِفَةٍ ولا لَاطِئَةٍ، مبطوحةٍ ببطحاءِ العَرَصَةِ الحمراءِ. غريب.