الزكاة وغيرها، يجيءُ يومَ القيامة وهو حاملٌ لِمَا سرق إن كان حيوانًا له صوت رفيع؛ ليعلم أهل العرصات حاله؛ لتكون فضيحته أشهر.
ويأتي تمام هذا الحديث في (قَسم الغنائم).
قوله:"عفرة إبطيه"؛ أي: ما نبت فيه الشعر من تحت إبطيه.
قوله:"اللهم هل بلغت" ذكر هذا تقريرًا وعِظةً على الناس؛ ليكون أكثر وقعًا وتعظيمًا وحفظًا في خواطرهم، يعني: الله تعالى شاهدي على تبليغ حال السرقة حتى لا ينكروا تبليغي يوم القيامة.
* * *
١٢٥١ - وقال:"مَن استعْمَلْنَاهُ منكم على عمَلٍ، فَكَتَمَنا مَخِيطًا فما فوقَه؛ كانَ غُلُولًا يأْتي به يومَ القيامةِ".
قوله:"فكتمنا مخيطًا"، (المخيط) بكسر الميم وسكون الخاء وفتح الياء: الإبرة، يعني: مَن أخفى منه شيئًا، وسرق منا شيئًا من ذلك المال حتى إبرةً فما فوقها، أو أقلَّ منها؛ يكون ذلك غلولًا؛ أي: خيانة، ويكون ذلك على رقبته إذا جاء يوم القيامة.
* * *
من الحِسَان:
١٢٥٢ - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال: لمَّا نزلتْ هذه الآية: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ}[التوبة: ٣٤] كَبُرَ ذلكَ على المسلمين فقالوا: يا نبيَّ الله، إنه كَبُرَ على أصحابكَ هذه الآية، فقال:"إنَّه ما فرضَ الزكاةَ إلا ليُطَيبَ ما بقيَ من أموالِكم"، فكبَّر عمرُ، ثم قال:"أَلا أُخبرُكم بخيرِ ما يَكْنِزُ المرءُ؟ المرأةُ الصالحةُ، إذا نظرَ إليها تَسُرُّه، وإذا أمرَها أطاعَتْهُ، وإذا غابَ عنها حَفِظَتْهُ".
قوله:"كبر ذلك على المسلمين"؛ يعني: خافوا من هذه الآية وقالوا: