للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:

أَتَوَضَّأَ فِي الْخَانِ وَكَانَ مَعِي دِينَارٌ فَوَضَعْتُهُ عَلَى رَفٍّ فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنَ الْوُضُوءِ تَذَكَّرْتُ فَلَمْ أَجِدْهُ، قَالَ: وَحَزِنَ لِذَلِكَ وَقَالَ: لَسْتُ أَحْزَنَ مِنْ فَوْتِ الدِّينَارِ وَإِنَّمَا أَحْزَنُ مِنْ كَوْنِهِ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ خَالِصٍ، لَقَدْ صَلَّيْتُ يَوْمًا فِي مَسْجِدِ قَلَامَةَ وَكَانَ مَعِي دَنَانِيرُ صِحَاحٌ، فَوَضَعْتُهَا عَلَى الْبَارِيَةِ، وَصَلَّيْتُ فَنَسِيتُهَا وَخَرَجْتُ فَصَلُّوا فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ جَمَاعَةٌ بَعْدَ جَمَاعَةٍ فَتَذَكَّرْتُ فَلَمَّا رَجَعْتُ إلَى الْمَسْجِدِ كَانَتِ الدَّنَانِيرُ بِحَالِهَا ظَاهِرَةً، وَقَدْ خَفِيَتْ عَلَى النَّاسِ لِأَنَّهَا كَانَتْ حَلَالًا فَحَفِظَهَا اللَّهُ.

قَالَ الشَّيْخُ الْإِمَامُ رَحِمَهُ اللَّهُ: أَذْكُرُ وَأَنَا صَبِيٌّ، وَأَخِي أَبُو الْوَفَاءِ صَبِيٌّ، فَكَانَ أَبِي يُقْعِدُنِي عَنْ يَمِينِهِ وَيُقْعِدُ أَبَا الْوَفَاءِ عَنْ شِمَالِهِ، وَيَقُومُ أَبِي إِلَى الصَّلَاةِ، فَأَثِبُ أَنَا وَهُوَ يَضْرِبُ بَعْضُنَا بَعْضًا فَلَا يَعْلَمُ بِذَلِكَ أَبِي لِقَوَّةِ حَالِهِ وَخُشُوعِهِ فِي الصَّلَاةِ، كَأَنَّهُ غَائِبٌ عَنِ الدُّنْيَا.

<<  <  ج: ص: