للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذِكْرُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجَلَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

بَغْدَادِيُّ الْأَصْلِ، صَحِبَ أَبَا تُرَابٍ النَّخْشَبِيَّ، وَلَقِيَ أَبَا عُبَيْدٍ الْبُسْرِيَّ وَكَانَ مَذْهَبُهُ فِي سَفَرِهِ التَّوَكُّلَ وَالتَّجْرِيدَ، وَكَانَ عَالِمًا وَرِعًا.

قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ النَّسَوِيُّ: كَانَ أَبُو عَمْرِو بْنُ نُجَيْدٍ، يَقُولُ: ثَلَاثَةٌ مِنْ أَئِمَّةِ الصُّوفِيَّةِ لَا رَابِعَ لَهُمْ: الْجُنَيْدُ بِبَغْدَادَ، وَأَبُو عُثْمَانَ بِنَيْسَابُورَ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْجَلَاءِ بِالشَّامِ.

وَكَانَ جَاوَرَ بِمَكَّةَ بَعْدَ أَسْفَارِهِ، ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى الشَّامِ وَسَكَنَ دِمَشْقَ وَبِهَا تُوُفِّيَ.

وَقَالَ الدَّقِّيُّ: لَقِيتُ نَيِّفًا وَثَلاثَ مِائَةٍ مِنَ الْمَشَايِخِ الْمَشْهُورِينَ بِالْفَضْلِ فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ أَهْيَبَ مِنِ ابْنِ الْجَلَاءِ.

قَالَ جَعْفَرُ الْمَرَاغِيُّ: وَكَانَ مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ: خَرَجْتُ مِنْ عِنْدَ ابْنِ جَوْصَاءَ، فَدَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجَلَاءِ، فَنَظَرَ إِلَيَّ وَإِلَى مَحْبَرَتِي، فَقَالَ: إِيشْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ، قَالَ: فَلِمَ جَئْتَنِي؟ قُلْتُ: أَحْبَبْتُ أَنْ أَكْتُبَ عَنْكَ، قَالَ لِي: اقْعُدْ، فَأَخْرَجَ

<<  <  ج: ص:  >  >>