للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ: امْسَحِ الَّذِي عَلَى لِحْيَتِكَ، قَالَ: لَا يَهُلْكَ هَذَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَاللَّهِ لَمَا انْتَهَكْتُ مِمَّنْ وَلَيْتَنِي أَمْرَهُ أَشَدُّ مِمَّا انْتَهَكْتَ، فَكَانَ عُمَرُ أَعْجَبَهُ ذَلِكَ مِنْهُ وَزَادَهُ عِنْدَهُ خَيْرًا.

ذِكْرُ عَبَّاسِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ نَصْلَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

مِنْ بَنِي سَالِمِ بْنِ عَوْفٍ، عَقَبِيٌّ أَنْصَارِيٌّ، اسْتُشْهِدَ بِأُحُدٍ، وَهُوَ الَّذِي شَدَّ الْعِقْدَ فِي الْبَيْعَةِ لَيْلَةَ الْعَقَبَةَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وَرُوِيَ عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: خَرَجْنَا فِي حُجَّاجِ قَوْمِنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَقَدْ صَلَّيْنَا وَفُقِّهْنَا وَمَعَنَا الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ، سَيِّدُنَا وَكَبِيرُنَا، فَلَمَّا وُجِّهْنَا لِسَفَرِنَا، وَبَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْعَقَبَةِ، صَرَخَ الشَّيْطَانُ مِنْ رَأْسِ الْعَقَبَةِ بِأَبْعَدِ صَوْتٍ سَمِعْتُهُ قَطُّ، يَا أَهْلَ الْحُبَاحِبِ، هَلْ لَكُمْ فِي مُذَمَّمٍ وَالصُّبَاةُ مَعَهُ قَدِ اجْتَمَعُوا عَلَى حَرْبِكُمْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَذَا إِزْبُ الْعَقَبَةِ، أَيْ عَدُوَّ اللَّهِ، أَمَا وَاللَّهِ لَأَفْرُغَنَّ لَكَ» .

ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ارْفُضُوا إِلَى رِحَالِكُمْ» .

فَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عُبَادَةَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَئِنْ شِئْتَ لَنُمِيلَنَّ عَلَى أَهْلِ مِنًى غَدًا بَأَسْيَافِنَا، فَقَالَ

<<  <  ج: ص:  >  >>