للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللَّهُ عَنْهُ لِأُسَلِّمَ عَلَيْهِ وَهُوَ مَحْصُورٌ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَرْحَبًا يَا أَخِي، مَا يَسُرُّنِي أَنَّكَ كُنْتَ وراك، فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذِهِ الْخُوخَةِ، فَقَالَ لِي: «يَا عُثْمَانُ حَصُرُوكَ؟» قُلْتُ: نَعَمْ.

قَالَ: «أَعْطَشُوكَ؟» قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَدَلَّى لِي دَلْوًا فَشَرِبْتُ مِنْهُ حَتَّى رَوِّيتُ فَإِنِّي لَأَجِدُ بَرْدَ الْمَاءِ بَيْنَ ثَدْيَيَّ وَبَيْنَ كَتِفَيَّ.

قَالَ: «إِنْ شِئْتَ أَفْطَرْتُ عِنْدَنَا، وَإِنْ شِئْتَ نُصِرْتَ عَلَيْهِمْ» ، فَاخْتَرْتُ أَنْ أُفْطِرَ عِنْدَهُ.

فَقُتِلَ ذَلِكَ الْيَوْمِ.

فَصْلٌ

رُوِيَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: لَمَّا أَظْهَرَ أَبُو بَكْرٍ إِسْلَامَهُ وَدَعَا النَّاسَ إِلَى الْإِسْلَامِ وَأَظْهَرَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، وَخَدِيجَةُ إِسْلَامَهُمْ، فَكَبُرَ ذَلِكَ عَلَى قُرَيْشٍ، ثُمَّ دَعَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَالزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ، وَطَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، وَسَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، فَأَسْلَمُوا عَلَى يَدَيْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، وَكَانُوا شَبَابًا أَحْدَاثًا، فَأَقْبَلَ بِهِمْ أَبُو بَكْرٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَسْلَمُوا فَكَانُوا ثَمَانِيَةَ رَهْطٍ سَبَقُوا النَّاسَ جَمِيعًا.

قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَكَانَ أَوَّلُ مَنْ خَرَجَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ وَكَانَتْ أَوَّلَ هِجْرَةٍ فِي الْإِسْلَامِ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ، عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ،

<<  <  ج: ص:  >  >>