فَصْلٌ
رُوِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبٍ , قَالَ: كُنْتُ مُؤَدِّبًا لِلْمُتَوَكِّلِ قَبْلَ أَنْ يَلِيَ الْخِلَافَةَ، فَلَمَّا وَلِيَ الْخِلَافَةَ أَنْزَلَنِي حُجْرَةً مِنْ حُجَرِ الْخَاصَّةِ فَرُبَّمَا كَانَتْ تَعْرِضُ فِي فِكْرَتِهِ مَسْأَلَةٌ فِي الدِّينِ فَيُوَجِّهُ إِلَيَّ فَيَسْأَلُنِي عَنْهَا فَأُجِيبُهُ فِيهَا عَلَى مَذْهَبِ الْحَدِيثِ وَالْعِلْمِ وَالسُّنَّةِ، وَكَانَ إِذَا جَلَسَ لِلْخَاصَّةِ أَقُومُ عَلَى رَأْسِهِ، فَإِذَا افْتَقَدَنِي دَعَانِي حَتَّى أَقِفَ مَوْقِفِي لَا يُخَلِّينِي مِنْهُ لَيْلًا وَلَا نَهَارًا إِلَّا فِي وَقْتِ خَلْوَتِهِ، وَأَنَّهُ دَخَلَ يَوْمًا بَيْتًا لَهُ مِنْ قَوَارِيرَ سَقْفُهُ وَحِيطَانُهُ وَأَرْضُهُ وَقَدْ أَجْرَى لَهُ الْمَاءَ فِيهِ، وَالْمَاءُ يَعْلُو عَلَى الْبَيْتِ وَأَسْفَلُهُ وَقَدْ فُرِشَ قَبَاطِيُّ مِصْرَ وَوَسَائِدُهَا، وَمَخَدُّهَا الْأُرْجُوَانُ، يَجْلِسُ فِي مَجْلِسِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ الْفَتْحُ بْنُ خَاقَانَ , وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ خَاقَانَ , وَعَنْ يَسَارِهِ بَغَاءُ الْكَبِيرُ , وَوَصِيفٌ، وَأَنَا , وَاقِفٌ فِي زَاوِيَةِ الْبَيْتِ، الْيَمِينِ مِمَّا يَلِيهِ، وَخَادِمٌ آخِذٌ بَعَضَادَةِ الْبَابِ وَاقِفٌ، إِذْ ضَحِكَ الْمُتَوَكِّلُ فَأَرَمَّ الْقَوْمُ وَسَكَتُوا فَقَالَ: أَلَا تَسْأَلُونِي مِمَّا ضَحِكْتُ؟ فَقَالُوا: مِمَّا ضَحِكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، أَضْحَكَ اللَّهُ سِنَّهُ فَقَالَ: أَضْحَكَنِي أَنِّي ذَاتَ يَوْمٍ وَاقِفٌ عَلَى رَأْسِ الْوَاثِقِ وَقَدْ قَعَدَ لِلْخَاصَّةِ فِي مَجْلِسِي الَّذِي كُنْتُ فِيهِ جَالِسًا وَأَنَا وَاقِفٌ عَلَى رَأْسِهِ إِذْ قَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ حَتَّى جَاءَ هَذَا الْبَابُ الَّذِي دَخَلْتُهُ فَجَلَسَ فِي مَجْلِسِي هَذَا وَرُمْتُ الدُّخُولَ فَمُنِعْتُ وَوَقَفْتُ حَيْثُ الْخَادِمُ وَاقِفٌ، وَجَلَسَ ابْنُ أَبِي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute