للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَجِدِ الْكِيسَ، وَذَكَرْتُ تَرْكِي لَهُ مَعَ السِّكِّينِ فِي الْقِبْلَةِ، فَرَجَعْتُ مُسْرِعًا فَإِذَا بِتِلْكَ السِّكِّينُ فِي يَدِ رَجُلٍ فَعَلَقْتُ بِهِ وَقُلْتُ: هُوَ لِي فَأَيْنَ الْكِيسُ، فَحَلِفَ مَا رَأَى كِيسًا فَاسْتَصْحَبْتُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَإِذَا النَّاسُ عَلَى كَثْرَتِهِمْ، وَالْكِيسُ مَوْضُوعٌ، فَحَلِفَ صَاحِبِي مَا كَانَ إِلَّا السِّكِّينُ، فَأَخَذْتُ الْجَمِيعَ.

فَصْلٌ

رَوَى ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: كُنْتُ بِمَكَّةَ فَأَصَابَهُمْ قَحْطٌ، فَخَرَجُوا إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ يَسْتَسْقُونَ، فَلَمْ يُسْقَوْا، وَإِلَى جَانِبِي أَسْوَدُ مَنْهُوكٌ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ قَدْ دَعَوْكَ فَلَمْ تُجِبْهُمْ وَإِنِّي أُقْسِمُ عَلَيْكَ أَنْ تَسْقِينَا، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا لَبِثْنَا أَنْ سُقِينَا فَانْصَرَفَ الْأَسْوَدُ وَاتَّبَعْتُهُ حَتَّى دَخَلَ دَارًا فِي الْحَنَّاطِينِ فَعَلِمْتُهَا، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَخَذْتُ دَنَانِيرَ وَأَتَيْتُ الدَّارَ فَإِذَا رَجُلٌ عَلَى بَابِ الدَّارِ فَقُلْتُ: أَرَدْتُ رَبَّ هَذِهِ الدَّارِ، قَالَ: أَنَا هُوَ، قُلْتُ: مَمْلُوكٌ لَكَ أَرَدْتُ شِرَاءَهُ، فَقَالَ: لِي أَرْبَعَةُ عَشَرَ مَمْلُوكًا أُخْرِجُهُمْ إِلَيْكَ، فَأَخْرَجَهُمْ فَلَمْ يَكُنْ فِِيهِمْ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا بَقِيَ شَيْءٌ؟ فَقَالَ: لِي غُلَامٌ مَرِيضٌ، فَأَخْرَجَهُ فَإِذَا هُوَ الْأَسْوَدُ، فَقُلْتُ: بِعْنِيهِ، قَالَ: هُوَ لَكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَأَعْطَيْتُهُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ دِينَارًا وَأَخَذْتُ الْمَمْلُوكَ، فَلَمَّا صِرْنَا إِلَى بَعْضِ الطَّرِيقِ قَالَ: يَا مَوْلَاي إِيشْ تَصْنَعُ بِي وَأَنَا مَرِيضٌ؟ فَقُلْتُ: لِمَا رَأَيْتُ عَشِيَّةَ أَمْسِ، قَالَ: فَاتَّكَأَ عَلَى الْحَائِطِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِذْ شَهَرْتَنِي فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ، قَالَ: فَخَرَّ مَيِّتًا، قَالَ: فَانْحَشَرَ عَلَيْهِ أَهْلُ مَكَّةَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>