للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ مُسْلِمٌ الْبَطِينُ:

أَنَّى تُعَاتِبُ - لَا أَبَالَكَ - رُفْقَةً ... عَلِقُوا الْفِرَى وَبَرَوْا مِنَ الصِّدِّيقِ

وَبَرَوْا شِفَاهًا مِنْ وَزِيرِ نَبِيِّهِمْ ... تَبًّا لِمَنْ يَنْبِرِي مِنَ الْفَارُوقِ.

فَصْلٌ

رُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: لَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ ابْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَلَمْ تَعْلَمْ قُرَيْشٌ بِإِسْلَامِهِ، قَالَ: أَيُّ أَهْلِ مَكَّةَ أَنْشَرُ لِلْحَدِيثِ؟ قَالُوا: جَمِيلُ بْنُ مَعْمَرٍ الْجُمَحِيُّ، قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيْهِ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَأَنَا أَتَّبِعُ أَثَرَهُ غُلَامًا، أَعْقِلُ مَا أَرَى وَأَرْوِي مَا أَسْمَعُ، فَقَالَ: يَا جَمِيلُ هَلْ عَلِمْتَ أَنِّي أَسْلَمْتُ؟ قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا رَدَّ عَلَيْهِ كَلِمَةً حَتَّى قَامَ عَامِدًا إِلَى الْمَسْجِدِ فَنَادَى أَنْدِيَةَ قُرَيْشٍ: أَنَّ ابْنَ الْخَطَّابِ صَبَأَ فَقَالَ عُمَرُ: كَذِبَ، وَلَكِنِّي أَسْلَمْتُ، وَآمَنْتُ بِاللَّهِ، وَصَدَّقْتُ رَسُولَهُ، فَثَارُوا إِلَيْهِ، فَقَاتَلَهُمْ، وَقَاتَلُوهُ حَتَّى رَكَدَتِ الشَّمْسُ عَلَى رُءُوسِهِمْ، وَفَتَرَ عُمَرُ، وَقَامُوا عَلَى رَأْسِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: افْعَلُوا مَا بَدَا لَكُمْ، فَوَاللَّهِ لَوْ قَدْ كُنَّا ثَلَاثَ مِائَةِ رَجُلٍ لَقَدْ تَرَكْتُمُوهَا لَنَا، أَوْ تَرَكْنَاهَا لَكُمْ،

<<  <  ج: ص:  >  >>