للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذِكْرُ أَبِي حَمْزَةَ الْخُرَسَانِيُّ رَضِيَ اللَّهِ عَنْهُ

أَصْلُهُ مِنْ نَيْسَابُورَ، صَحِبَ مَشَايِخَ بَغْدَادَ، وَسَافَرَ مَعَ أَبِي تُرَابٍ النَّخْشَبِيِّ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخَزَّازُ وَهُوَ مِنْ أَفْتَى الْمَشَايِخِ وَأَوْرَعِهِمْ.

وَقَالَ أَبُو حَمْزَةَ: مَنِ اسْتَشْعَرَ ذِكْرَ الْمَوْتِ حُبِّبَ إِلَيْهِ كُلُّ بَاقٍ، وَبُغِّضَ إِلَيْهِ كُلُّ فَانٍ.

وَقَالَ: الْعَارِفُ يَخَافُ زَوَالَ مَا أُعْطِيَ، وَالْخَائِفُ يَخَافُ نَزُولَ مَا وُعِدَ، وَالْعَارِفُ يُدَافِعُ عَيْشَهُ يَوْمًا بِيَوْمٍ وَيَأْخُذُهُ عَيْشُهُ يَوْمًا بِيَوْمٍ.

وَسَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ: أَوْصِنِي، فَقَالَ لَهُ: هَيِّئْ زَادَكَ لِلسَّفَرِ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْكَ فَكَأَنِّي بِكَ وَأَنْتَ فِي جُمْلَةِ الرَّاحِلِينَ عَنْ مَنْزِلِكَ، وهَيِّئْ لِنَفْسِكَ مَنْزِلًا تَنْزِلُ فِيهِ إِذَا نَزَلَ أَهْلُ الصَّفْوَةِ مَنَازِلَهُمْ لِئَلَا تَبْقَى مُتَحَسِّرًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>