للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَخَتَمَ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الصَّلَاةِ، قَامَ إِلَيْهِ صِهْرُهُ وَقَبَّلَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَقَالَ لَهُ: اجْعَلْنِي فِي حِلٍّ، فَلَمْ أَكُنْ خبَيِرًا بِحَالِكَ، وَمَنْ لِي بِخَتَنٍ مِثْلِكَ، وَلَوْ كَانَ لِي ثَلَاثُ بَنَاتٍ وَكَانَ جَائِزًا فِي الشَّرْعِ جَمْعٌ بَيْنَ الْأَخَوَاتِ لَزَوَّجْتُهُنَّ إِيَّاكَ.

ذِكْرِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَنْدَهْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

فَضَائِلُ هَذَا الْإِمَامِ كَثِيَرَةٌ، كَانَ مُقَدَّمَ أَهْلِ عَصْرِهِ فِي الْحِفْظِ وَالْبِدَايَةِ، وَنَصْرَةِ السُّنَّةِ، وَإِمَاتَةِ الْبِدْعَةِ، طَافَ الدُّنْيَا فِي طَلَبِ الْحَدِيثِ، عُرِفَ مَنْزِلَتِهِ فِي الْعِلْمِ فِي شَيْبَتِهِ، كَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو أَحْمَدَ الْعَسَّالُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَهُوَ بِنَيْسَابُورَ يَسْأَلَهُ عَنْ حَدِيثٍ أُشْكِلَ عَلَيْهِ فَأَجَابَهُ فِي ذَلِكَ وَبَيَّنَهُ لَهُ.

قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ حَمْزَةَ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَنْدَهْ، سَمِعْتُ عُمَرَ السِّمْسَارَ، غَيْرَ مَرَّةٍ يَقُولُ: جَرَى ذِكْرُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَنْدهٍ عِنْدَ أَبِي نَعِيمٍ، فَقَالَ: كَانَ جَبَلًا مِنَ الْجِبَالِ.

حُكِيَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ قَالَ: كَتَبْتُ صَحِيحَ مُسْلِمٍ بِقَلَمٍ وَاحِدٍ فَلَمْ أُصْلِحْهُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>