للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذِكْرُ أَبِي نَصْرٍ الْجُهَنِيِّ مَدَنِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

أَخْبَرَنَا أَبُو مَسْعُودٍ الْمُؤَذِّنُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَيْلَةَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبُخَارِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَشْهَلِيُّ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، قَالَ ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ: " قَدِمَ عَلَيْنَا هَارُونُ الرَّشِيدُ سَنَةَ ثَلَاثٍ، فَأُخْلِيَ لَهُ الْمَسْجِدُ وَوَقَفَ عَلَى قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَى مِنْبَرِهِ وَفِي مَوْقَفِ جِبْرِيلَ، وَاعْتَنَقَ أُسْطُوَانَةَ التَّوْبَةِ، ثُمَّ قَالَ: قِفُوا بِي عَلَى أَهْلِ الصُّفَّةِ، فَلَمَّا أَتَاهُمْ حُرِّكَ أَبُو نَصْرٍ الْجُهَنِيُّ، وَقِيلَ: هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: أَيُّهَا الرَّجُلُ إِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَ عِبَادِ اللَّهِ وَأُمَّةِ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَعِيَّتِكَ، وَبَيْنَ اللَّهِ خَلْقٌ غَيْرُكَ وَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُكَ عَنْهُمْ، فَأَعِدَّ لِلْمَسْأَلَةِ جَوَابًا، فَقَدْ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَوْ ضَاعَتْ سَخْلَةٌ عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ لَخَافَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ يَسْأَلَهُ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَ: فَبَكَى هَارُونُ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا نَصْرٍ، إِنَّ رَعِيَّتِي وَدَهْرِي غَيْرُ رَعِيَّةِ عُمَرَ وَدَهْرِهِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ أَبُو نَصْرٍ: هَذَا وَاللَّهِ غَيْرُ مُغْنٍ عَنْكَ، فَانْظُرْ لِنَفْسِكَ، فَإِنَّكَ وَعُمَرَ تُسْأَلَانِ عَمَّا خَوَّلَكُمَا اللَّهُ، قَالَ: فَدَعَا هَارُونُ بِصُرَّةٍ فِيهَا مِائَةُ دِينَارٍ، فَقَالَ: ادْفَعُوهَا إِلَى أَبِي نَصْرٍ، فَقَالَ: مَا أَنَا إِلَّا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ، فَادْفَعُوهَا إِلَى فُلَانٍ يُفَرِّقُهَا بَيْنَهُمْ وَيَجْعَلُنِي رَجُلًا مِنْهُمْ ".

<<  <  ج: ص:  >  >>