للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ارْتَكَبَ كُلَّ خَطِيئَةٍ مَا خَلَا الشِّرْكِ بِاللَّهِ، وَخَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا سَلِيمُ الْقَلْبِ لِأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، غُفِرَ لَهُ، قِيلَ لِأَبِي حَفْصٍ: هَلْ لِهَذَا فِي الْقُرْآنِ مِنْ دَلِيلٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَوْلُهُ تَعَالَى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: ٣١] فَاتِّبَاعُهُ مَحَبَّةَ أَصْحَابِهِ لِأَجْلِهِ ".

قَالَ: أَبُو سَعِيدٍ: قَالَ أَبِيِ: كُنْتُ بِفَارِسَ فَسَأَلْتُ عَنْ هَذِهِ الْحِكَايَةِ فَأَعَدْتُ عَلَيْهِ بَيْنَ الْإِمْلَاءِ وَالْقِرَاءَةِ وَالْإِعَادَةِ أَلْفَ مَرَّةً فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ

ذِكْرُ أَبِي نَصْرٍ الْمُحِبِّ الزَّاهِدِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى

قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ مَسْرُوقٍ: كُنْتُ حَدَثًا فَتَعَلَّقَ بِي رَجُلَانِ مِنَ الْفِتْيَانِ فَأَخَذَ هَذَا بِكُمِّي وَهَذَا بِكُمِّي الْآخَرِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا: هَذَا غُلَامِي، وَقَالَ الْآخَرُ: هَذَا غُلَامِي، فَمَرَّ بِي أَبُو نَصْرٍ الزَّاهِدُ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا نَصْرٍ: اللَّهَ اللَّهَ فِيَّ، فَأَخَذَ أَبُو نَصْرٍ بِتَلَابِيبِي وَقَالَ: غُلَامُ مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: غُلَامُكَ، فَقَالَ: خَلُّوا عَنْهُ، فَخَلَّوا عَنِّي فَأَخَذَ بِيَدِي وَمَضَيْتُ مَعَهُ وَكَانَ سَبَبَ ابْتَدَائِي فَتَعَلَّمْتُ الْقُرْآنَ وَالْعِلْمِ بِبَرَكَتِهِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>