يَقُولَ رَجَعَ إِلَى قَلْبِهِ، فَإِنْ كَانَ لَهُ قَالَ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَمْسَكَ.
وَكَانُوا يَقُولُونَ: إِنَّ قَلْبَ الْجَاهِلِ فِي طَرَفِ لِسَانِهِ لَا يَرْجِعُ إِلَى قَلْبِهِ، مَا أَتَى عَلَى لِسَانِهِ تَكَلَّمَ بِهِ.
وَقَالَ الْحَسَنُ: لَا تَزَالُ كَرِيمًا عَلَى إِخْوَانِكَ مَا لَمْ تَحْتَجْ إِلَى مَا فِي أَيْدِيهِمْ، فَإِذَا احْتَجْتَ إِلَى مَا فِي أَيْدِيهِمْ ثَقُلَ عَلَيْهِمْ حَدِيثُكَ وَهُنْتَ عَلَيْهِمْ.
فَصْلٌ
رُوِيَ عَنْ خَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ، قَالَ: لَقِيتُ مَسْلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ بِالْحِيرَةِ بَعْدَ هَلَاكِ ابْنِ الْمُهَلَّبِ، فَقَالَ: يَا خَالِدُ أَخْبِرْنِي عَنْ حَسَنِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، قَالَ: قُلْتُ: أَنَا جَارُهُ إِلَى جَنْبِهِ وَجَلِيسُهُ فِي حَلَقَتِهِ، كَانَ أَشْبَهَ النَّاسِ سَرِيرَةً بِعَلَانِيَةٍ وَأَشْبَهَ قَوْلًا بِفِعْلٍ إِنْ قَعَدَ عَلَى أَمْرٍ قَامَ بِهِ، وَإِنْ قَامَ بِأَمْرٍ قَعَدَ عَلَيْهِ، وَإِنْ أَمَرَ بِأَمْرٍ كَانَ أَعْمَلَ النَّاسِ بِهِ، وَإِنْ نَهَى عَنْ شَيْءٍ كَانَ أَتْرَكَ النَّاسِ لَهُ، وَوَجَدْتُهُ مُسْتَغْنِيًا عَنِ النَّاسِ، وَوَجَدْتُ النَّاسَ مُحْتَاجِينَ إِلَيْهِ قَالَ: حَسْبُكَ حَسْبُكَ، كَيْفَ ضَلَّ قَوْمٌ كَانَ هَذَا فِيهِمْ، يَعْنِي اتِّبَاعَهُمُ ابْنَ الْمُهَلَّبِ.
وَعَنْ مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ , قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلْحَسَنِ: حَضَرْتُ رَجُلًا فَرَحِمْتُكَ مِنْ كَثْرَةِ مَا ذَكَرَكَ، قَالَ الْحَسَنُ: فَرَأَيْتَنِي ذَكَرْتُهُ؟ قَالَ: لَا.
قَالَ: فَإِيَّاهُ ارْحَمْ.
وَقَالَ عُمَيْرٌ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَطْوَلَ سُكُوتًا مِنَ الْحَسَنِ، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ إِذَا تَكَلَّمَ أَنْ لَا يَسْكُتَ مِنْهُ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute