للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَلَمَّا رَأَيْتُهَا قُلْتُ فِي نَفْسِي: أَيْنَ أَبُو بِشْرٍ الصَّيَّادُ صَيَّادًا كَانَ بِالْأَوَلَاسِ فَلَمَّا خَطَرَ ذَلِكَ بِقَلْبِي، كَأَنِّي طَرَحْتُ فِي وَسَطِهِمْ حَجَرًا فَتَفَرَّقُوا، قَالَ إِبْرَاهِيمُ: مَا فَعَلْتَ؟ فَقُلْتُ: إِنَّمَا خَطَرَ بِقَلْبِي كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ: امْضِ فَلَسْتَ مَطْلُوبًا بِهَذَا الْأَمْرِ، وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِهَذِهِ الرِّمَالِ، وَالْجِبَالِ، وَوَارِ شَخْصَكَ، وَتَعَلَّلَ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِيكَ أَمْرَ اللَّهِ، فَإِنِّي أَرَاكَ مُطَالَبًا بِهَذَا، ثُمَّ غَابَ عَنِّي فَلَمْ أَرَهُ حَتَّى مَاتَ.

ذِكْرُ الْمُظَفَّرُ الْقِرْمِيسِينِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى

كَانَ مِنْ كِبَارِ الْمَشَايِخِ، سُئِلَ مَا خَيْرُ مَا أُعْطِيَ الْعَبْدُ؟ قَالَ: فَرَاغُ الْقَلْبِ عَمَّا لَا يَعْنِيهِ لِيَتَفَرَّغَ إِلَى مَا يَعْنِيهِ.

وَقَالَ: الْعَارِفُ مَنْ جَعَلَ قَلْبَهُ لِمَوْلَاهُ وَجَسَدَهُ لِخَالِقِهِ.

وَقَالَ: أَفْضَلُ مَا يَلْقَى بِهِ الْعَبْدُ رَبَّهُ نَصِيحَةٌ مِنْ قَلْبِهِ، وَتَوْبَةٌ مِنْ ذَنْبِهِ.

وَقَالَ: لَيْسَ مِنْ عُمْرِكَ إِلَّا نَفْسٌ وَاحِدَةٌ فَإِنْ لَمْ تَفْنِهَا بِمَا لَكَ فَلَا تَفْنِهَا بِمَا عَلَيْكَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>