للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فَصْلٌ

قَالَ حَسَنُ الْمَسُوحِيُّ: رَآنِي بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ يَوْمًا وَأَنَا أَرْتَعِدُ مِنَ الْبَرْدِ فَنَظَرَ إِلَيَّ وَقَالَ:

قَطْعُ اللَّيَالِي معَ الْأيَّامِ فِي خَلَقٍ ... وَالنَّوْمُ تَحْتَ رِوَاقِ الَهَمِّ وَالْقَلَقِ

أَحْرَى وَأَجْدَرُ بِي مِنْ أَنْ يُقَالَ غدًا ... إِنِّي الْتَمَسْتُ الْغِنَى مِنْ كَفِّ مُخْتَلِقِ

قَالُوا: رَضِيتُ بِذَا قُلْتُ: الْقُنُوعُ غِنًى ... لَيْسَ الْغِنَى كَثْرَةَ الْأَمْوَالِ وَالْوَرِقِ

رَضِيتُ بِاللَّهِ فِي عُسْرِي وَفِي يُسْرِي ... فَلَسْتُ أَسْلُكُ إِلَّا وَاضِحَ الطُّرُقِ

وَقَالَ بِشْرٌ: هَبْ أَنَّكَ لَا تَخَافُ، أَلَا تَشْتَاقُ؟ .

وَقَالَ بِشْرٌ: هَلَكَ الْقُرَّاءُ فِي هَاتَيْنِ الْخَصْلَتَيْنِ: الْغِيبَةُ , وَالْعُجْبُ، وَرَأَى بِشْرٌ فِي الْمَنَامِ مُنَادِيًا يُنَادِي: أَيْنَ السَّابِقُونَ؟ لِيَقُمْ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، ثُمَّ نَادَى لِيَقُمْ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ، ثُمَّ نَادَى، أَيْنَ السَّابِقُونَ؟ لِيَقُمْ سُلَيْمَانُ الْخَوَّاصُ.

وَقَالَ بِشْرٌ: أَرْبَعَةٌ رَفَعَهُمُ اللَّهُ بِطِيبِ الْمَطْعَمِ: وُهَيْبُ بْنُ الْوَرْدِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ، وَيُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ، وَسَالِمٌ الْخَوَّاصُ.

وَقَالَ بِشْرٌ: أَوْحَى اللَّهُ إِلَى دَاوُدَ، أَنِّي لَمْ أَخْلُقِ الشَّهَوَاتِ إِلَّا لِلضُّعَفَاءِ مِنْ عِبَادِي، فَأَمَّا الْأَبْطَالُ فَمَا لَهُمْ وَلَهَا.

<<  <  ج: ص:  >  >>