للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذِكْرُ أَبِي سَعِيدٍ الْخَرَّازِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ الْيَمَانِيُّ، أَخْبَرَنَا سَعْدٌ الزَّنْجَانِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَّائِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدَانُ بْنُ عُمَرَ الْمَنْبَجِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ الدِّينَوَرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخَرَّازَ، يَقُولُ: " نَزَلَ عَلَيَّ شَخْصَانِ مِنَ السَّمَاءِ، فَقَالَا: مَا حَقِيقَةُ الصِّدْقِ؟ فَقُلْتُ: حَقِيقَةُ الْوَفَاءِ، فَقَالَا: صَدَقْتَ، وَعَرَجَا ".

قَالَ أَهْلُ التَّارِيخِ: أَبُو سَعِيدٍ الْخَرَّازُ بَغْدَادِيٌّ، اسْمُهُ أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، صَحِبَ ذَا النُّونِ الْمِصْرِيَّ، وَأَبَا عُبَيْدٍ الْبُسْرِيَّ، كَانَ مِنْ جِلَّةِ مَشَايِخِ الْقَوْمِ.

قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخَرَّازُ: مَثَلُ النَّفْسِ مَثَلُ مَاءٍ وَاقِفٍ طَاهِرٍ صَافٍ، فَإِنْ حَرَّكْتَهُ ظَهَرَ مَا تَحْتَهُ مِنَ الْحَمْأَةِ، فَكَذَا النَّفْسُ تَظْهَرُ عِنْدَ الْمِحَنِ وَالْفَاقَةِ وَالْمُخَالَفَةِ، وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْ مَا فِي نَفْسِهِ كَيْفَ يَعْرِفُ رَبَّهُ؟ ! .

وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: كُلُّ بَاطِنٍ يُخَالِفُهُ ظَاهرٌ فَهُوَ بَاطِلٌ، وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: لَوْلَا أَنْ أَدْخَلَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامِ فِي كَنَفِهِ لَأَصَابَهُ مِثْلُ مَا أَصَابَ الْجَبَلَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>