أَبُو يُوسُفَ وَبَكَى الرَّجُلُ وَبَكَيْتُ لِبُكَائِهِمَا، وَوَقَعَا مَغْشِيًّا عَلَيْهِمَا.
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: خَرَجْتُ أَنَا، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ، وَأَبُو يُوسُفَ الْغَسُولِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ السَّنْجَارِيُّ نُرِيدُ فَمَرَرْنَا بِنَهْرٍ يُقَالُ لَهُ: نَهْرُ الْأُرْدُنِ، فَقَعَدْنَا نَسْتَرِيحُ، وَكَانَ مَعَ أَبِي يُوسُفَ كُسَيْرَاتٍ يَابِسَاتٍ، فَأَلْقَاهَا بَيْنَ أَيْدِينَا فَأَكَلْنَاهَا وَحَمِدْنَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، فَقُمْتَ أَسْعَى أَتَنَاوَلُ مَاءً لِإِبْرَاهِيمَ فَدَخَلَ النَّهْرُ حَتَّى بَلَغَ الْمَاءَ إِلَى رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ بِكَفَّيْهِ فِي الْمَاءِ فَمَلَأَهُمَا، ثُمَّ قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ وَشَرِبَ الْمَاءَ، ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، ثُمَّ مَلَأَ كَفَّيْهِ مِنَ الْمَاءِ فَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ وَشَرِبَ، ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، يَعْنِي فَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثًا، ثُمَّ إِنَّهُ خَرَجَ مِنَ النَّهْرِ فَمَدَّ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا يُوسُفَ، لَوْ عَلِمَ الْمُلُوكُ وَأَبْنَاءُ الْمُلُوكِ مَا نَحْنُ فِيهِ مِنَ النَّعِيمِ وَالسُّرُورِ لِجَالَدُونَا بِالسُّيُوفِ أَيَّامَ الْحَيَاةِ عَلَى مَا نَحْنُ فِيهِ مِنْ لَذِيذِ الْعَيْشِ وَقِلَّةِ التَّعَبِ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ، طَلَبَ الْقَوْمُ الرَّاحَةَ فَأَخْطَئُوا الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ فَتَبَسَّمَ، ثُمَّ قَالَ: مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا الْكَلَامُ؟ .
ذِكْرُ أَبِي مُعَاوِيَةَ الْأَسْوَدِ رَحِمَهُ اللَّهُ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ عُثْمَانَ بْنَ السُّكَّرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُؤَذِّنَ غَزَّةَ وَقَدْ ذَهَبَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute