للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشَّهَوَاتِ الشَّمُّ، قِيلَ: إِنَّهُ ضَعُفَ فَكَانَ يُحْمَلُ إِلَى الْجُمُعَةِ فِي الْمَحَفَّةِ، فَخَرَجَ يَوْمَ جُمُعَةٍ لِيَقْعُدَ فِي الْمَحَفَّةِ فَرَأَى الْمَحَفَّةَ مُسْنَدَةً إِلَى حَائِطٍ لِبَعْضِ عُمَّالِ السُّلْطَانِ، فَامْتَنَعَ مِنْ قُعُودِهِ فِي تِلْكَ الْمَحَفَّةِ مِنْ دِقَّةِ وَرَعِهِ، وَكَانَ لَهُ بَيْتٌ يَنْفَرِدُ فِيهِ وَيُصَلِّي لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ.

قِيلَ: كَانَ وَاقِفًا فِي الْجَمَاعَةِ وَأَخُوهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَتَّوَيْهِ يُؤَذِّنُ، فَسَأَلَ عَنِ الدُّنْيَا مَا هِيَ فَأَشَارَ إِلَى أَذَانَ أَخِيهِ أَنَّهُ الدُّنْيَا.

ذِكْرُ أَبِي عَامِرٍ الْجَرْوَانِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ

كَانَ الْغَالِبَ عَلَيْهِ دِقَّةُ الْوَرَعِ، وَالْعِبَادَةُ الدَّائِمَةُ لَيْلًا وَنَهَارًا.

قِيلَ: بَنَى مَسْجِدًا كَانَ خَرَابًا، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ بُنْيَانِهِ وَجَدَ قِطْعَةَ آجُرَّةِ تَحْتَ بَكَرَةِ الْبِئْرِ الَّتِي كَانَ يُسْتَقَى مِنْهَا طِينَ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ هَذَا الْآجُرَّةُ؟ قَالُوا: أَخَذْنَاهَا مِنَ الطَّرِيقِ فَأَمَرَ بِهَدْمِ الْمَسْجِدِ وَبَنَاهُ ثَانِيًا تَوَرُّعًا عَنِ اسْتِعْمَالِ آجُرَّةٍ مَأْخُوذَةٍ مِنَ الطَّرِيقِ.

وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عِيسَى صُحْبَةٌ فَخَرَجَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى بَغْدَادَ وَرَجَعَ إِلَى أَصْبَهَانَ، وَقَدْ مَاتَ أَبُو عَامِرٍ، فَلَمَّا مَاتَ إِبْرَاهِيمُ دُفِنَ بِقَبْرِ أَبِي عَامِرٍ فِي مَقَابِرِ أَهْلِ الْقُبَّةِ، وَقَبْرَاهُمَا بَارِزَانِ عَلَيْهِمَا الْعَلَامَةُ، رَحِمَهُمَا اللَّهُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>