للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذِكْرُ الْعَلَاءِ بْنِ زِيَادٍ الْعَدَوِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

تَابِعِيٌّ بَصْرِيٌّ، قَالَ أَوْفَى بْنُ دَلْهَمٍ: كَانَ لِلْعَلَاءِ بْنِ زِيَادٍ مَالٌ وَرَقِيقٌ، فَأَعْتَقَ بَعْضَهُمْ وَوَصَلَ بَعْضَهُمْ وَبَاعَ بَعْضَهُمْ، وَأَمْسَكَ غُلَامَيْنِ يَأْكُلُ غَلَّتَهُمَا، فَتَعَبَّدَ وَكَانَ يَأْكُلُ كُلَّ يَوْمٍ رَغِيفَيْنِ، وَتَرَكَ مُجَالَسَةَ النَّاسِ، فَلَمْ يَكُنْ يُجَالِسُ أحَدًا، يُصَلِّي فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى أَهْلِهِ، وَيُجْمِعُ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى أَهْلِهِ، وَيُشَيِّعُ الْجِنَازَةَ , وَيَعُودُ الْمَرِيضَ , ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى أَهْلِهِ.

قَالَ هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ: ثُمَّ قَوَّتَ عَلَى نَفْسِهِ رَغِيفًا كُلَّ يَوْمٍ، وَكَانَ يَصُومُ حَتَّى يَخْضَرَّ، وَيُصَلِّي حَتَّى يَسْقُطَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ وَالْحَسَنُ , فَقَالَا: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَأْمُرْكَ بِهَذَا كُلِّهِ، قَالَ: إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ مَمْلُوكٌ لَا أَدَعُ مِنَ الاسْتِكَانَةِ لِلَّهِ وَالتَّذَلُلِ شَيْئًا لَعَلَّهُ يَرْحَمُنِي.

<<  <  ج: ص:  >  >>