للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَقَالَ الْمَيْمُونِيُّ: مَا رَأَيْتُ مُصَلِّيًا قَطُّ أَحْسَنَ صَلَاةً مِنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ تَكْبِيرُهُ وَرَفْعُ رَأْسِهِ وَسُجُودُهُ وَقُعُودُهُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ وَتَشَهَّدُهُ وَتَسْلِيمُهُ.

فَصْلٌ

قَالَ أَحْمَدُ: أَكْذَبُ النَّاسِ الْقَصَّاصُ وَالسَّوَّالُ.

وَقَالَ: إِنَّ الْقَلَنْسُوَةَ تَقَعُ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى رَأْسِ مَنْ لَا يُحِبُّهَا.

وَقَالَ ابْنُ هَانِئٍ: كُنْتُ عِنْدَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ , فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قَدِ اغْتَبْتُكَ فَاجْعَلْنِي فِي حِلٍّ قَالَ: أَنْتَ فِي حِلٍّ إِنْ لَمْ تَعُدْ، فَقُلْتُ لَهُ: تَجْعَلُهُ فِي حِلٍّ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَقَدِ اغْتَابَكَ، قَالَ: أَلَمْ تَرَ اشْتَرَطْتُ عَلَيْهِ؟ وَقَالَ صَالِحٌ: جَاءَ رَجُلٌ يَعْنِي فِي الْمَرَضِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَبِي , فَقَالَ: تَلَطَّفْ بِي فِي الْإِذْنِ، فَإِنِّي حَضَرْتُ ضَرْبَهُ يَوْمَ الدَّارِ فَأُرِيدُ أَنِ اسْتَحِلَّهُ، فَقُلْتُ لَهُ: فَأَمْسِكْ، فَلَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى قَالَ: أَدْخِلْهُ، فَأَدْخَلْتُهُ فَقَعَدَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَجَعَلَ يَبْكِي وَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَنَا كُنْتُ فِيمَنْ حَضَرَ ضَرْبَكَ يَوْمَ الدَّارِ وَقَدْ أَتَيْتُكَ، فَإِنْ أَحْبَبْتَ الْقِصَاصَ فَأَنَا بَيْنَ يَدَيْكَ، وَإِنْ أَرَدْتَ أَنْ تُحِلَّنِي فَعَلْتَ، فَقَالَ: عَلَى أَنْ لَا تَعُودَ لِمِثْلِ ذَلِكَ، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: قَدْ جَعَلْتُكَ فِي حِلٍّ، فَخَرَجَ يَبْكِي وَبَكَى مَنْ حَضَرَ مِنَ النَّاسِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>