للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قَالَ يَزِيدُ بْنُ حَازِمٍ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَخْطُبُ بِالَمِدينَةِ وَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ} [القمر: ٤] .

فَقَالَ: نَعَمْ، وَاللَّهُ أَحَلَّ فِيهِ الْحَلَالَ، وَحَرَّمَ فِيهِ الْحَرَامَ، وَقَصَّ فِيهِ نَبَأَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ وَحَدِيثَ مَا بَعْدَكُمْ وَبَيَّنَ مَا تَأْتُونَ وَتَذَرُونَ، لَمْ يَدَعْكُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ دِينِكُمْ، وَلَا شُبْهَةٍ مِنْ أَمْرِكُمْ، كَرَامَةً أَكْرَمَكُمْ بِهَا، وَنِعْمَةً أَنْعَمَ بِهَا عَلَيْكُمْ، فَهُوَ أَوْعَظُ الْوَاعِظِينَ وَأَبْلَغُ الْمُؤَدِّبِينَ لَيْسَ بِمُعَدَّلٍ.

فَصْلٌ

قِيلَ: كَتَبَ إِلَيْهِ بَعْضُ الْعُمَّالِ ,أَنَّ مَدِينَتَنَا خَرِبَتْ، فَإِنْ رَأَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَأْمُرَ بِمَا نُرِمُّهَا، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: فَهِمْتُ كِتَابَكَ فِي قِصَّةِ الْمَدِينَةِ، فَحَصِّنْهَا بِالْعَدْلِ , وَنَقِّ طُرُقَهَا مِنَ الظُّلْمِ , فَإِنَّهُ مَرَمَّتُهَا.

فصل ذَكَرُوا أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يَعُسُّ لَيْلَةً فَأَتَى عَلَى امْرَأَةٍ فِي وَقْتِ السَّحَرِ، وَهِيَ تَقُولُ لِبِنْتٍ لَهَا قُومِي فَشَوِّبِي اللَّبَنَ، فَقَالَتْ لَا يَصْلُحُ فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَهَى عَنْ ذَلِكَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ لِابْنِهِ عَاصِمٍ: اذْهَبْ إِلَى مَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا وَبِهَا صَبِيَّةٌ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ مَشْغُولَةً فَتَزَوَّجْ بِهَا لَعَلَّكَ تُرْزَقُ مِنْهَا نَسْمَةً مُبَارَكَةً، فَتَزَوَّجَ بِهَا عَاصِمٌ فَوَلَدَتْ لَهُ أُمَّ عَاصِمٍ

<<  <  ج: ص:  >  >>