فَصْلٌ
رُوِيَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: جَاءَ صَبِيغٌ التَّمِيمِيُّ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أخبرني عَنِ {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا} [الذاريات: ١] قَالَ «هِيَ الرِّيَاحُ» ، وَلَوْلَا أَنِّي سمعت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولَهُ مَا قُلْتُهُ، قَالَ: أخبرني عَنِ الْحَامِلَاتِ وِقْرًا قَالَ: «هِيَ السَّحَابُ» ، وَلَوْلَا أَنِّي سمعت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُهُ مَا قُلْتُهُ، قَالَ: فَأخبرني عَنِ {فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا} [الذاريات: ٤] قَالَ: «هِيَ الْمَلَائِكَةُ» ، وَلَوْلَا أَنِّي سمعت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُهُ مَا قُلْتُهُ.
قَالَ: فَأخبرني عَنِ {فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا} [الذاريات: ٣] قَالَ هِيَ: «السُّفُنُ» وَلَوْلَا أَنِّي سمعت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُهُ مَا قُلْتُهُ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَضُرِبَ مِائَةٌ، وَجَعَلَهُ فِي بَيْتٍ، فَلَمَّا بَرَأَ عَادَ فَضَرَبَهُ مِائَةً أُخْرَى، وَحَمَلَهُ عَلَى قَتَبٍ وَبَعَثَ إِلَى أَبِي مُوسَى، وَقَالَ: امْنَعِ النَّاسَ مِنْ مُجَالَسَتِهِ، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى أَتَى أَبَا مُوسَى فَحَلَفَ لَهُ بِالْأَيْمَانِ الْمُغَلَّظَةِ مَا يَجِدُ فِي نَفْسِهِ مِمَّا كَانَ يَجِدُ شَيْئًا، فَكَتَبَ فِي ذَلِكَ إِلَى عُمَرَ، فَكَتَبَ عُمَرُ: إِنْ كَانَ صَادِقًا فَمُرِ النَّاسَ يُجَالِسُوهُ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute