ذِكْرُ أَبِي نَصْرٍ الْمَدَنِيِّ الْمُبْتَلَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الطُّرَيْثِيثِيُّ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، قَالَ: " أَجْدَبَتِ الْمَدِينَةُ، وَاشْتَدَّ حَالُ أَهْلِهَا، وَتَكَشَّفَ قَوْمٌ مَسْتُورُونَ، وَخَرَجُوا يَدْعُونَ، فَمَرَرْتُ يَوْمًا بِسُوقِ الطَّعَامِ وَمَا فِيهِ حَبَّةُ حِنْطَةٍ وَلَا شَعِيرٍ فَإِذَا أَبُو نَصْرٍ جَالِسٌ مُنَكَّسٌ رَأْسُهُ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا نَصْرٍ، أَمَا تَرَى مَا فِيهِ حَرَمُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: بَلَى، قُلْتُ: أَفَلَا تَدْعُو اللَّهَ لَعَلَّهُ يُفَرِّجُ مَا هُمْ فِيهِ؟ قَالَ: بَلَى، وَحَوَّلَ وَجْهَهُ إِلَى الْقِبْلَةِ وَقَالَ: اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي، قَالَ: فَجَلَسْتُ، فَانْكَبَّ فَعَفَّرَ وَجْهَهُ فِي التُّرَابِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: يَا فَارِجَ الْهَمِّ، كَاشِفَ الْغَمِّ، مُجِيبَ دَعْوَةَ الْمُضْطَرِّينَ، رَحْمَنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَرَحِيمَهُمَا، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، فَرِّجْ مَا أَصْبَحَ فِيهِ أَهْلُ حَرَمُ نَبِيَّكَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ غَابَ فَذَهَبَ، فَقُمْتُ مِنْ عِنْدِهِ، فَوَاللَّهِ مَا بَرِحْتُ مِنَ السُّوقِ، حَتَّى رَأَيْتُ الشَّمْسَ قَدْ تَغَطَّتْ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا رِجْلُ جَرَادٍ أَرَى سَوَادَهُنَّ فِي الْهَوَاءِ، فَمَا زِلْنَ يَسْقُطْنَ وَأَنَا وَاقِفٌ أَنْظُرُ حَتَّى مُلِأَتِ الْمَدِينَةِ، فَاسْتَغْنَى كُلُّ قَوْمٍ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute