أَبُو شَافِعٍ مُعِيدُ بْنُ جُمْعَةَ , قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ , يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ خُرَّزَادَ , يَقُولُ: رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنَّ الْقِيَامَةَ قَدْ قَامَتْ، وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ نَزَلَ لِفَصْلِ الْقَضَاءِ، وَكَأَنَّ الْخَلَائِقَ قَدْ حُشِرُوا، وَكَأَنَّ مُنَادِيًا يُنَادِي مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ: أَلَا أَدْخِلُوا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , وَأَبَا عَبْدِ اللَّهِ , وَأَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْجَنَّةَ، فَقُلْتُ لِمَلَكٍ جَنْبِي: مِنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: أَمَّا أَوَّلُهُمْ فَمَالِكٌ، وَأَمَّا ثَانِيهِمْ فَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَأَمَّا ثَالِثُهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ.
فَصْلٌ
رُوِيَ عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى , قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ، لَا أُحْصِي،: يَا أَبَا مُوسَى، هَلْ رَأَيْتَ بَغْدَادَ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: مَا رَأَيْتَ الدُّنْيَا.
وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: كُنْتُ أَلْزَمُ الرَّمْيَ حَتَّى كَانَ الطَّبِيبُ يَقُولُ لِي: أَخَافُ أَنْ يُصِيبَكَ السُّلُّ مِنْ كَثْرَةِ وُقُوفِكَ فِي الْحَرِّ.
وَقَالَ: كُنْتُ أُصِيبُ مِنْ كُلِّ عَشَرَةٍ تِسْعَةً أَوْ نَحْوَهُ.
وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: لَا تُنْقَلُ الْأَقْدَامُ إِلَّا إِلَى فَائِدَةٍ أَوْ مَائِدَةٍ.
وَقَالَ: مَنْ لَمْ يَجْفُو فَقَلَّ مَا يَصْفُو.
وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: عَجَبًا لِمَنْ يَدْخُلُ الْحَمَّامَ ثُمَّ لَا يَأْكُلُ كَيْفَ يَعِيشُ، وَعَجَبًا لِمَنْ يَحْتَمُّ ثُمَّ يَأْكُلُ مِنْ سَاعَتِهِ كَيْفَ يَعِيشُ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute