للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَصْلٌ

رُوِيَ عَنْ أَبِي غَطَفَانَ الْمُرِّيُّ أَنَّ أَرْوَى بِنْتَ أَرْوَى بِنْتِ أُنَيْسٍ أَتَتْ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ مُسْتَغِيثَةٍ مِنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، فَقَالَتْ: ظَلَمَنِي أَرْضِي، وَغَلَبَنِي عَلَى حَقِّي، وَكَانَ جَارُهَا بِالْعَقِيقِ، فَقَالَ سَعِيدٌ: أَنَا أَظْلِمُ أَرْوَى حَقَّهَا وَوَاللَّهِ لَقَدْ أَلْقَيْتُ إِلَيْهَا سِتَّ مِائَةِ ذِرَاعٍ مِنْ أَرْضِي مِنْ أَجْلِ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ ظَلَمَ شِبْرًا مِنَ الْأَرْضِ طَوَّقَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ» ، قُومِي يَا أَرْوَى فَخُذِي الَّذِي تَزْعُمِينَ أَنَّهُ حَقُّكِ، فَقَامَتْ فَتَسَجَّتْ فِي حَقِّهِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَتْ ظَالِمَةً فَأَعْمِ بَصَرَهَا، وَاقْتُلْهَا فِي أَرْضِهَا، وَاجْعَلْ قَبْرَهَا فِي بِئْرِهَا.

قَالَ: فَلَمْ تَلْبَثْ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى عَمِيَتْ، وَذَهَبَ بَصَرُهَا، وَخَرَجَتْ تَمْشِي فِي أَرْضِهَا، وَهِيَ حَذِرَةٌ، فَوَقَعَتْ فِي بِئْرٍ فِي أَرْضِهَا فَمَاتَتْ، وَكَانَ قَبْرَهَا.

<<  <  ج: ص:  >  >>