للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ: يُرْوَى أَنَّ لِلَّهِ فِي كُلِّ رَأْسِ مِائَةِ سَنَةٍ رَجُلًا تَامَّ الْعَقْلِ، فَكَانُوا يَرَوْنَ إِيَاسَ بْنَ مُعَاوِيَةَ مِنْهُمْ.

قَالَ إِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ: أُكَلِّمُ النَّاسَ بِنِصْفِ عَقْلِي، فَإِذَا اخْتَصَمَ إِلَيَّ اثْنَانِ جَمَعْتُ عَقْلِي كُلَّهُ.

وَقَالَ: مَا كَلَّمْتُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ الْأَهْوَاءِ بِعَقْلِي كُلِّهِ إِلَّا الْقَدَرِيَّةَ، فَإِنِّي قُلْتُ لَهُمْ: مَا الظُّلْمُ فِيكُمْ؟ قَالُوا: أَنْ يَأْخُذَ الْإِنْسَانُ مَا لَيْسَ لَهُ، فَقُلْتُ لَهُمْ: فَإِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ شَيْءٍ.

وَمِنْ كَلَامِ إِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ , قَالَ: أَفْضَلُ النَّاسِ أَسْلَمُهُمْ صَدْرًا، وَأَقَلُّهُمْ غِيبَةً.

ذِكْرُ الْأَسْوَدِ بْنِ كُلْثُومٍ بَصْرِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

قَالَ حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ: كَانَ مِنَّا رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: الْأَسْوَدُ بْنُ كُلْثُومٍ، وَكَانَ إِذَا مَشَى لَا يُجَاوِزُ بَصَرُهُ قَدَمَيْهِ، فَكَانَ يَمُرُّ بِالنِّسْوَةِ، وَلَعَلَّ إِحْدَاهُنَّ أَنْ تَكُونَ وَاضِعَةً ثَوْبَهَا أَوْ خِمَارَهَا، فَإِذَا رَأَيْنَهُ رَاعَهُنَّ ثُمَّ يَقُلْنَ: كَلَّا إِنَّهُ الْأَسْوَدُ بْنُ كُلْثُومٍ.

فَخَرَجَ يَوْمًا غَازِيًا فِي خَيْلٍ، فَدَخَلُوا حَائِطًا فَبَدَّدَ بِهِمُ الْعَدُوُّ، فَجَاءُوا،

<<  <  ج: ص:  >  >>