ذِكْرُ إِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كُنْيَتُهُ أَبُو وَاثِلَةَ
كَانَ قَاضِيَ الْبَصْرَةِ قِيلَ لِإيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ: فِيكَ أَرْبَعُ خِصَالٍ: ذِمَامَةٌ، وَكَثْرَةُ كَلَامٍ، وَإِعْجَابٌ بِنَفْسِكَ، وَتَعْجِيلٌ بِالْقَضَاءِ، فَقَالَ: أَمَّا الذِّمَامَةُ، فَالْأَمْرُ فِيهَا إِلَى غَيْرِي، وَأَمَّا كَثْرَةُ الْكَلَامِ، فَبِصَوَابٍ أَتَكَلَّمُ أَمْ بِخَطَأٍ؟ قَالُوا: بَلْ بِصَوَابٍ.
قَالَ: فَالْإِكْثَارُ مِنَ الصَّوَابِ أَمْثَلُ، وَأَمَّا إِعْجَابِي بِنَفْسِي أَفَيُعْجِبُكُمْ مَا تَرَوْنَ مِنِّي؟ قَالُوا: نَعَمْ.
قَالَ: فَإِنِّي أَحَقُّ أَنْ أَعْجَبَ بِنَفْسِي، وَأَمَّا تَعْجِيلِيَ الْقَضَاءَ، فَكَمْ هَذَا؟ وَأَشَارَ بِيَدِهِ خَمْسَةً، فَقَالُوا: خَمْسَةٌ، قَالَ: عَجَّلْتُمْ أَلَا قُلْتُمْ: وَاحِدٌ، وَاثْنَانِ، وَثَلَاثَةٌ، وَأَرْبَعَةٌ، وَخَمْسَةٌ؟ قَالُوا: مَا نَعُدُّ شَيْئًا قَدْ عَرَفْنَاهُ، قَالَ: فَمَا أَحْبِسُ شَيْئًا قَدْ تَبَيَّنَ لِي مِنْهُ الْحُكْمُ.
وَقَالَ دَاوُدُ بْنُ هِنْدٍ قَالَ إِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ: مَنْ لَمْ يَعْرِفْ عَيْبَهُ فَهُوَ أَحْمَقٌ، قِيلَ: يَا أَبَا وَاثِلَةَ، فَمَا عَيْبُكَ؟ قَالَ: كَثْرَةُ الْكَلَامِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute