للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فَمَلأَ مِزْوَدَهُ مِنْ نِشَارَةِ الْخَشَبِ، ثُمَّ رَبَطَهُ فَأَتَى بِهِ الْبَيْتَ، فَأَدْخَلَهُ سِرًّا مِنْ أَهْلِهِ، ثُمَّ خَرَجَ فَعَمَدَتِ امْرَأَتُهُ إِلَى الْمِزْوَدِ فَفَتَحَتْهُ فَإِذَا فِيهِ دَقِيقٌ حُوَّارَى فَعَجَنَتْ وَخَبَزَتْ، فَلَمَّا ارْتَفَعَ النَّهَارُ جَاءَ أَبُو مُسْلِمٍ وَهُوَ خَائِفٌ مِنِ امْرَأَتِهِ، فَأَتَتْهُ بِالْمَائِدَةِ وَأَتَتْ بِطَعَامٍ فَأَكَلَ فَلَمَّا فَرَغَ، قَالَ لَهَا: مِنْ أَيْنَ لَكُمْ هَذَا؟ قَالَتْ: هَذَا مِنَ الَّذِي جِئْتَ بِهِ ".

فَصْلٌ

قِيلَ: كَانَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ يَرْفَعُ الصَّوْتَ بِالتَّكْبِيرِ حَتَّى مَعَ الصِّبْيَانِ، وَقَالَ: اذْكُرِ اللَّهَ حَتَّى يَرَى الْجَاهِلُ أَنَّكَ مَجْنُونٌ، وَكَانَ غَازِيًا بِأَرْضٍ فَوَجَدُوهُ قَدِ احْتَفَرَ فِي فُسْطَاطِهِ حُفْرَةً وَوَضَعَ فِيهَا نَطْعًا مَلَأَهّ مَاءً فَهُوَ يَلْتَصِقُ فِيهِ وَهُوَ صَائِمٌ، فَقِيلَ لَهُ: مَا يَحْمِلُكَ عَلَى الصِّيَامِ وَأَنْتَ مُسَافِرٌ وَقَدْ رَخَّصَ اللَّهُ لَكَ فِي الْفِطْرِ فِي السَّفَرِ وَالْغَزْوِ فَقَالَ: لَوْ حَضَرَ قِتَالٌ لَأَفْطَرْتُ وَتَقَوَّيْتُ لِلْقِتَالِ، إِنَّ الْخَيْلَ لَا تَجْرِي إِلَى الْغَارَاتِ وَهِيَ بُدُنٌ، إِنَّمَا تَجْرِي وَهِيَ ضُمَرٌ، إِنَّ بَيْنَ أَيْدِينَا أَيَّامًا لَهَا نَعْمَلُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>