للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا لم يبق من الأنصار أحد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله واثنى عليه بما هو اهله ثم قال يا معشر الأنصار الم تكن ضلالا فهداكم الله وعالة فاغناكم الله واعداء فالف بين قلوبكم قالوا بلى الله ورسوله أمن وأفضل فما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا الا قالوا الله ورسوله أمن وأفضل ثم قال لا تجيبون يا معشر الأنصار قالوا وما نقول يا رسول الله وبماذا نجيبك أمن لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم قال والله لو شئتم لقلتم وصدقتم وصدقتم جئتنا طريدا فاويناك وعائلا فآسيناك وخائفا فامنك ومخذولا فنصرناك ومكذبا فصدقناك فقالوا المن لله ولرسوله فقال فما حديث بلغني عنكم فسكتوا فقال ما حديث بلغني عنكم فقال فقهاء الأنصار اما رأسنا فلم يقولوا شيئا واما أناس منا حديثة أسنانهم

قالوا يغفر الله لرسوله يعطى قريشا وتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى لاعطى رجالا حديثى عهد بكفر أتألفهم وفي رواية ان قريشا حديثوا عهد لجاهلية ومصيبة وانى أردت ان اجبرهم في رواية من الجبر ضد الكسر وفي رواية براء معجمة من الجائزة وأتألفهم اوجدتم يا معشر الأنصار في نفوسكم في لعاعة من الدنيا «١» تألفت بها قوما اسلموا ووكلتكم الى ما قسم الله لكم من الإسلام أفلا ترضون يا معشر الأنصار ان يذهب الناس الى رحالهم بالشاء والبعير وفي لفظ بالدنيا وتذهبون برسول الله صلى الله عليه وسلم الى رحالكم تحوزورنه الى بيوتكم فو الذي نفسى بيده لو ان الناس سلكوا شعبا وسلكت الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار أنتم الشعار والناس الدثار الأنصار كرشى «٢» وعيبتى «٣» ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار فبكى القوم حتى اخضلوا لحاهم وقالوا رضينا بالله وبرسوله حظا وقسما وذكر محمد بن عمران رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد حينئذ ان يكتب بالبحرين يكون خاصة بعده دون الناس وهى يومئذ أفضل ما فتح عليه من الأرض فابوا وقالوا لا حاجة لنا بالدنيا بعدك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انكم ستجدون بعدي اثرة «٤» شديدة فاصبروا حتى تلقونى على الحوض قال اهل المغازي قال


(١) هى لقلة خضراء ناعمة شبه الدنيا لقلة بقائها ١٢.
(٢) الكرش مجمع العلف من الحيوان ١٢.
(٣) عينه مستودع الثياب ١٢.
(٤) اى استأثر عليكم بما لكم فيه اشتراك في الاستحقاق ١٢. [.....]

<<  <  ج: ص:  >  >>