للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمعنى اى يتعقب مشاهدة النار كونها سحرا يعنى كنتم تقولون للوحى وما يشهد من المعجزات هذا سحر وهذا مصداقه فلو كان ذلك سحرا فهذا ايضا سحر على زعمكم وتقديم الخبر لانه المقصر بالإنكار والتوبيخ- أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ هذه النار كما كنتم لا تبصرون ما يدل عليه فى الدنيا وتقولون انما سكرت أبصارنا وهذا الكلام نهيكم بهم.

اصْلَوْها فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا ج كلمة او للتسوية والجملتان بتقدير مستويا لكم صبركم وعدمه حال من الضمير المستكن فى اصلوها- سَواءٌ عَلَيْكُمْ ط سواء مصدر بمعنى الفاعل خبر مبتداء محذوف الأمر ان مستويان عليكم والجملة تأكيد لما سبق إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ تعليل للاستواء فانه لما كان جزاء الكفر واجب الوقوع بايجاب الله تعالى ووعيده كان الصبر وعدمه سيئان فى عدم النفع.

إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ وتنكيرهما للتعظيم يعنى جنات عظيم ونعيم فخيمه.

فاكِهِينَ ناعمين متلذذين حال من الضمير فى الظرف بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ إيهام ما اتهم واسناده الى ربهم للتفخيم والتعظيم يعنى ناعمين بشىء عظيم او بالذي هو عظيم الشان اتهم أكرم الأكرمين وأعظم العظماء وَوَقاهُمْ رَبُّهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ عطف على أتاهم ان جعل ما مصدرية او على فى جنات او حال من فاعل اتى او من مفعوله او كليهما.

كُلُوا وَاشْرَبُوا بتقدير يقال لهم خبر بعد خبر لان او حال من المستكن فى الظرف او الحال هَنِيئاً اى أكلا وشربا هنيئا او طعاما وشرابا هنيا والهنيء ما لا يلحق فيه مشقة ولا يعقبه خامة بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ اى بسببه او مقابلته وقيل الباء زائدة وما فاعل لهنيأ والمعنى هنيئكم هنيا ما كنتم تعملون اى جزاؤه وحينئذ هنيئا جملة معطوفة على كلوا مقولة قال المقدر.

مُتَّكِئِينَ حال من المستكن فى الظرف اى فى جنات او فى فاكهين او من الضمير فى كلوا واشربوا على التنازع عَلى سُرُرٍ متعلق بمتكئين مَصْفُوفَةٍ اى مصطفة- وَزَوَّجْناهُمْ عطف على خبران او على ان والماضي فى معنى المستقبل بِحُورٍ عِينٍ الباء للالصاق فان فى التزويج معنى الوصل او للسببية يعنى صيرناهم أزواجا بسببهن.

وَالَّذِينَ آمَنُوا مبتداء وَاتَّبَعَتْهُمْ قرأ ابو عمرو اتبعناهم بقطع الالف واسكان التاء والعين من الافعال وضمير المتكلم مع الغير تعظيما والباقون بوصل الالف وفتح التاء والعين من الافتعال وتاء التأنيث الساكنة ذُرِّيَّتُهُمْ قرأ ابو عمرو ابن عامر ويعقوب ذرياتهم للمبالغة فى كثرتهم

<<  <  ج: ص:  >  >>