يعذبهم به- وقيل أصله من سجين اى من جهنم فابدلت نونه لاما- وقيل السجيل اسم للسماء الدنيا- وقيل هو جبال فى السماء- قال الله تعالى وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ ... مَنْضُودٍ (٨٢) قال ابن عباس متتابع مفعول من نضد وهو وضع الشيء بعضه فوق بعض.
مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ منصوب على الحال من حجارة ومعناه معلمة- قال ابن جريج عليها سيما لا يشاكل حجارة الأرض- وقال قتادة وعكرمة عليها خطوط حمر على هيئة الجرع- وقال الحسن والسدى كانت مختومة عليها أمثال الخواتيم ومكتوب على كل حجر اسم من رمى به وَما هِيَ اى الحجارة مِنَ الظَّالِمِينَ اى من مشركى مكة- وقال البغوي قال قتادة وعكرمة يعنى من ظالمى هذه الامة- وكذا اخرج ابن جرير وابن ابى حاتم وابو الشيخ عن قتادة بِبَعِيدٍ (٨٣) فانهم بظلمهم حقيق بان يمطروا حجارة- قال قتادة وعكرمة والله ما أجار الله منها ظالما بعد- قال البغوي وفى بعض الآثار ما من ظالم الا وهو بعرض حجر يسقط عليه من ساعة الى ساعة- وفى البيضاوي انه صلى الله عليه وسلم سال جبرئيل فقال يعنى ظالمى أمتك ما من ظالم الا وهو بعرض حجر يسقط عليه من ساعة الى ساعة- قال السيوطي ذكره الثعلبي بغير اسناد ولم اقف له على اسناد- وفى الدر المنثور اخرج ابن ابى حاتم وابو الشيخ عن الربيع فى الاية قال كل ظالم فيما سمعنا قد جعل بحذائه حجر ينتظر متى يؤمر ان يقع به- وقيل الضمير للقرى اى هى قريبة من ظالمى مكة يمرون عليها فى أسفارهم الى الشام فليعتبروا بها- وتذكير البعيد على تأويل الحجر او المكان-.
وَإِلى مَدْيَنَ أراد أولاد مدين بن ابراهيم عليه السلام او اهل مدين وهو بلد بناه فسمى باسمه أَخاهُمْ فى النسب شُعَيْباً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ أمرهم اولا بالتوحيد فانه ملاك الأمر- ثم نهاهم عما اعتادوه من البخس المنافى للعدل المخل بحكمة المعاوضة إِنِّي قرا نافع والبزي وابو عمرو بفتح الياء والباقون بإسكانها أَراكُمْ بِخَيْرٍ قال ابن عباس يعنى مؤسرين فى نعمة وسعة ليست بكم حاجة فى ان تبخسوا حقوق الناس- او المعنى أنتم فى نعمة حقها ان تشكروا الله وتتفضّلوا على الناس لا ان تنقصوا حقوقهم- وقال