للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاليمين على هذا من اليمن ضد الشوم ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ط استفهام للتعجب من عظمة شانهم عند الله وكمال يمنهم مبتداء وخبر والجملة خبر لما قبلة العائد المظهر موضع الضمير يعنى ما هم.

وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ يعنى اصحب الشمال والعرب يسمى اليد اليسرى الشؤمي ومنه يسمى الشام واليمن لان اليمن عن يمين الكعبة والشام عن يساره وهم الذين يوخذ بهم ذات الشمال الى النار او كانوا على شمال آدم عند إخراج ذرية وقال الله تعالى لهم هولاء للنار ولا أبالي او الذين يعطون كتبهم بشمائلها او الشائم على أنفسهم وكانت أعمارهم فى المعاصي على اختلاف الأقوال ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ط نحو ما ذكر.

وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ الى الإسلام والطاعة ومراتب القرب الى الله تعالى وهم الأنبياء عليهم السلام فانهم مقدموا اهل الأديان الى الايمان والطاعات والأمم تبع لهم ومن لحق هم من الأمم بكمال متابعتهم واكتسابهم كمالات النبوة بالتبعية والوراثة وتشرفهم بالتجليات الذاتية الصرفة الداعية وهم الصحابة رض وبعض التابعين لهم بإحسان ومن ثم قال ابن عباس السابقون الى الهجرة هم السابقون فى الاخرة وقال عكرمة قال السابقون الأولون الى الإسلام يعنى الصحابة وقال ابن سيرين هم الذين صلوا الى قبلتين من المهاجرين والأنصار وقال الربيع بن انس السابقون الى اجابة الرسول فى الدنيا هم السابقون الى الجنة وقال على كرم الله وجهه السابقون الى الصلوات الخمس فان مال الأقوال كلها انهم هم الصحابة قال على رض

سبقتكم الى الإسلام طراء ... غلاما ما بلغت أوان حلمى

قال المجدد رح الصحابة رض كلهم كانوا مستغرقين فى كمالات النبوة ومن التابعين أكثرهم ومن اتباع التابعين أقلهم ثم انطمس أنوار النبوة واختفى اثارها وظهر كمالات الولاية واستعلى أنوارها السكر والشطح وكثرة الخوارق المستفادة من التجليات الصفاتية والظلية حتى إذا مضى بعد الهجرة الف سنة تدارك رحمة الله الواسعة أفاض كمالات النبوة بمقتضى طينة النبي - صلى الله عليه وسلم - على بعض اتباعه حتى اشتبه اخر الامة باولها فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل أمتي كمثل المطر لا يدرى اوله خير أم آخره رواه الترمذي عن انس وروى رزين عن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه الباقر عن جده قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابشروا ابشروا انما مثل أمتي مثل الغيث لا يدرى آخره خير أم اوله او كحديقة اطعم منها فوج عاما ثم اطعم منها فوج عاما لعل آخرها فوجا ان يكون اعرضها عرضا وأعمقها عمقا وأحسنها حسنا وعن الدرداء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال خير أمتي أولها وآخرها وفى أوسطها

<<  <  ج: ص:  >  >>