للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكرهما ونهى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن كلامنا «١» ايها الثلاثة من بين من تخلف عنه فاجبنا الناس وتغيروا لنا وعند ابن ابى شيبة فطفقنا تغدوا فى الناس لا يكلمنا أحد ولا يسلم علينا أحد ولا يرد علينا أحد سلاما وعند عبد الرزاق وتنكر لنا الناس حتى ما هم بالذي نعرف وتنكرت لنا الحيطان حتى ما هى بالتي نعرف انتهى ومن شى أهم الى من ان أموت فلا يصلى علىّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم او يموت فاكون من الناس بتلك المنزلة فلا يكلمنى أحد ولا يصلى علىّ حتى تنكرت فى نفسى الأرض حتى ما هى بالتي اعرف فلبثنا ذلك خمسين ليلة فاما صاحباى فاستكانا وقعدا فى بيوتهما يبكيان واما انا فكنت أشب القوم واجلدهم فكنت اخرج فاشهد الصلاة مع المسلمين وأطوف الأسواق فلا يكلمنى أحد ولا يرد على سلاما وآتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسلم عليه وهو فى مجلسه بعد الصلاة فاقول فى نفسى هل حرك شفتيه برد السلام علىّ أم لا ثم أصلي قريبا منه فاسارقه النظر فاذا أقبلت على صلوتى اقبل على ذلك فاذا التفت نحوه اعرض عنى حتى إذا طال على ذلك من جفوة الناس مشيت حتى تسورت جدار حائط ابى قتادة وهو ابن عمى يعنى انه من بنى سلمة وليس هو ابن أخو أبيه الأقرب قال كعب وهو أحب الناس الىّ فسلمت عليه فوالله ما رد علىّ السلام فقلت يا أبا قتادة هل تعلمنى أحب الله ورسوله فسكت فعدت له فسكت فلم يكلمنى حتى إذا كان فى الثالثة او الرابعة قال الله ورسوله اعلم ففاضت عيناى وتوليت حتى تسورت من الجدار قال فبينا انا امشى بسوق المدينة إذا نبطي من أنباط الشام ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة يقول من يدل على كعب بن مالك فطفق الناس

يشيرون له حتى جاءنى ودفع الى كتابا من ملك غسان وعند ابن ابى شيبة من بعض قومى بالشام كتب الى كتابا فى سرقة «٢» من حرير فاذا فيه اما بعد فانه قد بلغني ان صاحبك قد جفاك وأقصاك ولم يجعلك الله بدار الهوان ولا مضيعة «٣» فان كنت متجولا فالحق بنا نواسيك «٤» فقلت لما قراتها وهذا ايضا من البلاء قد طمع فى اهل الكفر فتيممت


(١) بالرفع ومحله النصب على الاختصاص اى خصوصا الثلاثة الذين كقولهم اللهم اغفر لنا أيتها العصابة وقال ابو سعيد السيرافي انه مفعول فعل محذوف اى أريد الثلاثة وخالفوا الجمهور وقالوا انه مناوى والثلاثة صفة له وانما أوجبوا ذلك لانه فى الأصل كان كذلك قبل الاختصاص وكل ما نقل من باب الى باب فاعرابه بحسب أصله كافعل التعجب عنه.
(٢) الأبيض من الحرير او الحرير عامه ١٢.
(٣) حيث يضيع حقك ١٢.
(٤) مواساة غمخوارى كردن ١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>