وأمنوا بك أمنا بك فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى ثلثة من أصحابه وخرجت ثلثة من اليهود واشتملوا على الخناجر وأرادوا الفتك برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فارسلت امرأة ناصحة من بنى النضير الى أخيها وهو رجل مسلم من الأنصار فاخبرته ما أراد بنو النضير من الغدر برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاقبل أخوها سريعا حتى أدرك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فساره بخبرهم قبل ان يصل إليهم فرجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الى المدينة روى القصة ابو داود والبيهقي وعبد ابن حميد وعبد الرزاق بإسناد صحيح وذكروا حديثا طويلا وفيه ان بنى النضير فعلوا ذلك الغدر حين كتب إليهم قريش بعد وقعة بدر انكم اهل الحلقة والحصون وانكم لتقاتلن صاحبنا او لتفعلن كذا وذكر البغوي هذه القصة وقال بعد ذلك فلما كان الغد غدا إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالكتاب فحاصرهم احدى وعشرين ليلة ومن خياناتهم ان النبي - صلى الله عليه وسلم - لما أتاهم يستعين فى دية الرجلين الذين قتلهما عمرو بن امية الضميري فى منصرفه من بيرمعونة فهمت اليهود ان يطرحوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حجرا من فوق الحصن فعصمه الله تعالى وأخبره به ذكرنا القصة فى سورة المائدة فى تفسير قوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ الاية ذكر ابن حميد عن عكرمة ان الله سبحانه لما اخبر نبيه بذلك ورجع نبى الله - صلى الله عليه وسلم - الى المدينة قال لهم كنانة بن صوريا هل تدرون لم قام محمد قالوا لا والله ما ندرى وما تدرى أنت قال بلى والتوراة انى لا درى قد اخبر محمد بما هممتم به من الغدر فلا تخدعوا أنفسكم والله انه رسول الله وما قام الا انه اخبر بما هممتم وانه لاخر الأنبياء وكنتم تطمعون ان يكون من بنى هارون فجعله الله حيث شاء وان كتبنا والذي درسنا فى التوراة التي لم تغير ولم تبدل ان مولده بمكة وان دار هجرته يثرب وصفته بعينها ما يخالف حرفا مما فى كتابنا ولكانى انظر إليكم طاعنين يتضاعى صبيانكم قد تركتم دوركم خلوفا أموالكم وانما هى شرفكم فاطيعونى فى
خصلتين والثلاثة لا خير فيها قال مادبا؟؟؟ يسلمون وتدخلون مع محمد فتامنوا على أموالكم وأولادكم وتكونوا على ما عليه أصحابه ويبقى بايديكم أموالكم ولا تخرجون من دياركم قالوا لا نفارق التوراة وعهد موسى قال فانه مرسل إليكم اخرجوا من بلدي فقولوا نعم فانه لا يستحل لكم دما ولا مالا ويبقى أموالكم ان شئتم بعتم وان شئتم امسكتم قالوا اما هذه فنعم قال سلام بن مشكم قد كنت لما صنعتم كارها وهو مرسل إلينا ان اخرجوا من دارى فلا تعقب ماضىء كلامه وأنعم له بالخروج من بلده فلما دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة أرسل الى محمد بن مسلمة فلما جاء قال اذهب الى اليهود بنى النضير فقل لهم ان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرسلني إليكم ان اخرجوا من بلدي فلما جائهم