ومن ملأ عينه من قاع بيتٍ -يعني بعض الناس تراه ينفتح الباب فقط، وهو يحاول أن يرى أكبر قدر ممكن، فهذا مخالف للأدب وشيء شنيع- فإذا ضرب الباب، الآن الجرس يقوم بالاستئذان فهو مفيد، فالبيوت قديماً لو قلت: السلام عليكم أدخل؟ يسمعوا، لأنه قد لا يكون على الباب إلا ستارة، أو يكون باباً بسيطاً، والبيت ليس فيه طبقات وأشياء عميقة، بيوت بسيطة وصغيرة، حجرات النبي عليه الصلاة والسلام ماذا كانت؟ الآن البيوت أدوار وطابق ثانٍ وثالث، ويكون الإنسان في بابٍ وراء بابٍ وراء بابٍ (أبواب مغلقة) فلو قلت: السلام عليكم، بأعلى صوتك والمكيفات شغالة لا يمكن أن يسمعك، فيقوم الآن الجرس مكان الكلام، فأنت تطرق الجرس أول مرة وثاني مرة وثالث مرة، فإن رد عليك تقول: السلام عليكم فلان، تقديم الاسم أحسن، لكن إن سأل أهل البيت تأكد الجواب؛ لأنه قد ورد في الصحيحين عن جابر قال:(أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في دينٍ كان على أبي فدققت الباب فقال: من ذا؟ فقلت: أنا، فقال: أنا أنا كأنه كرهها) فأنا: هذه ليست تغني بالتعريف، فعندما يقال: من؟ لا تقل: أنا؛ وقل: فلان، وإذا كان في أكثر من شخص بهذا الاسم فيقول: فلان الفلاني، لأنه لو طرق الباب وقالوا: من؟ قال: عبد الله، مَن عبد الله؟ فيقول: فلان بن فلان، أو أبو فلان المقصود أن يعرفه صاحب البيت بشخصيته، بكنية معروفة مشهورة أو باسم العائلة الأول والأخير، المهم أن يأتي له بالاسم الذي يتميز به، لأن صاحب البيت لو أذن لك على أنك فلان وأنت لست بفلان فإذنه لا يغني، وليس المقصود مخادعة صاحب البيت حتى يظن أنك فلان فيأذن ثم يتضح أنه شيءٌ آخر، فهذا ليس استئذان.